تستضيف العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد المقبل اجتماعات تهدف لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة "حماس"، بحضور مسؤولين من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بينما جرت في القاهرة، مناقشات الخميس بين مسؤولين مصريين ووفد من "حماس".
قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، إن رئيس الموساد، دافيد برنياع، سيسافر إلى الدوحة، حيث سينضم إلى المحادثات أيضًا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أنه التقى بمسؤولين من "حماس" في الدوحة في الأيام الأخيرة بعد استشهاد زعيم الحركة يحيى السنوار، وناقش معهم إمكانية استئناف المفاوضات. وأوضح أن المواقف التي طرحتها "حماس" كانت مشابهة لتلك التي قدمتها في أغسطس، معتقدًا أنها ستكون نقطة انطلاق جيدة للمفاوضات.
تشمل الفكرة المقترحة إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن المحتجزين لدى "حماس" مقابل وقف إطلاق النار في غزة لمدة تقارب الأسبوعين وزيادة المساعدات الإنسانية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وكشف مصدر مطلع لموقع "أكسيوس" أن الاجتماع سيضم وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ومدير المخابرات العامة المصرية الجديد، اللواء حسن رشاد. ويُعتبر هذا الاجتماع الأول بين إسرائيل ووسطاء الاتفاق بعد أكثر من شهرين من الجمود في المفاوضات.
صفقة موسعة:
ذكرت معلومات من صحيفة "الجريدة" الكويتية أن إسرائيل عرضت على قطر ومصر مبادرة جديدة لوقف الحرب في غزة بعد مقتل السنوار. وكشف المصدر أن الاقتراح الجديد يتكون من ثلاث مراحل تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وتقود إلى تسوية شبه كاملة في القطاع تتضمن انسحابًا إسرائيليًا.
تتضمن المرحلة الأولى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح، بالتزامن مع الإفراج عن جميع الأسرى والمختطفين الإسرائيليين في غزة مقابل إطلاق سراح 3000 أسير فلسطيني من سجون إسرائيل، بما في ذلك 300 أسير من المحكوميات العالية.
أما المرحلة الثانية فتتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم، وتبادل القسم الأكبر من جثث المختطفين الإسرائيليين مع جثث لقادة "حماس" المحتجزين، مع خروج مسلحي الحركة من غزة عبر معبر رفح إلى مصر، وبدء دخول قوات من السلطة الوطنية الفلسطينية معززة بقوات عربية ودولية.
المرحلة الثالثة تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا وشمال غزة، واستكمال دخول قوات السلطة، وتبادل باقي الجثث بما في ذلك جثة السنوار.
نشاط في القاهرة:
قال مصدر أمني مسؤول لقناة "القاهرة الإخبارية" إن وفدًا أمنيًا مصريًا رفيع المستوى التقى رئيس الموساد ووفدًا من الشاباك، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية المكثفة لإعادة المفاوضات ووقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار.
كما أكدت مصر للوفد الإسرائيلي رفضها للعملية العسكرية الجارية في شمال غزة، محذرة من خطر استمرار إسرائيل في إعاقة إدخال المساعدات الإنسانية.
في وقت سابق، ذكر مصدر مصري مسؤول أن وفدًا أمنيًا مصريًا رفيع المستوى التقى قيادات "حماس" في القاهرة، لاستعراض الأوضاع في غزة وسُبل تذليل العقبات التي تواجه التهدئة.
صفقة مصغرة:
أفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقترح هدنة مؤقتة أقصر بدلاً من صفقة متعددة المراحل. وكشف دبلوماسي مطلع أن الاقتراح الجديد سيشمل شروطًا مشابهة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، مع احتمال أن يستمر أقل من شهر.
ولم يتضح بعد كيف ستتفاعل حكومة نتنياهو المتطرفة أو "حماس" مع الاقتراح الجديد. وأبلغ بلينكن عائلات المحتجزين الإسرائيليين بأنه يعتقد أن "الصفقة الصغيرة" فكرة تستحق الاستكشاف.
حدد الاقتراح الأصلي خططًا لوقف أولي لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، تُفرج خلالها "حماس" عن المحتجزات وكبار السن والجرحى، في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، مع انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة في غزة.
تستمر قطر ومصر والولايات المتحدة في لعب دور الوساطة بين إسرائيل و"حماس"، في محادثات مستمرة منذ أشهر توقفت في أغسطس دون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.