يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على محافظة شمال قطاع غزة لليوم السادس والعشرين على التوالي، وسط قصف متواصل وإعدامات ميدانية، فضلاً عن نسف المنازل وتدمير الخدمات الأساسية، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء. وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد نحو 1000 مواطن وإصابة مئات آخرين.
تأتي هذه الحملة في إطار مساعي الاحتلال لإفراغ شمال القطاع من سكانه الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء. حيث تم تدمير بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، مما أزال أي مظاهر للحياة في المنطقة، مع فرض حصار مشدد يمنع وصول المواد الأساسية.
نداء استغاثة من سكان بيت لاهيا: المدينة بلا خدمات أساسية
تضررت المنظومتان الصحية والإغاثية بشكل كامل، وتعطلت آبار المياه والمرافق الحيوية، مما يزيد من معاناة السكان. وبحسب التقارير، فإن هذا هو الاجتياح الثالث لجباليا منذ بدء حرب الإبادة على غزة قبل أكثر من عام.
وصف سكان مدينة بيت لاهيا المدينة بأنها "منكوبة" جراء الحرب والحصار، وأطلقوا "نداء استغاثة عاجلاً" يتضمن خمس مطالب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يعاني السكان من كارثة إنسانية، إذ أصبحت المدينة بلا طعام أو مياه أو خدمات طبية أو اتصالات.
يطالب المواطنون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في بيت لاهيا، وفتح ممر آمن لإدخال المساعدات الطبية والغذائية، بالإضافة إلى إدخال الوقود والمعدات الضرورية لإنقاذ المنظومة الصحية.
الاحتلال يحاصر المستشفيات ويستهدف النازحين في شمال غزة
في 5 أكتوبر الجاري، تسللت قوات خاصة إسرائيلية إلى جباليا، وطوقت المدينة مع تنفيذ عشرات الغارات الجوية. وفي اليوم التالي، ألقت مسيرات الاحتلال منشورات تدعو السكان للنزوح إلى ما زعم أنها "منطقة إنسانية" في خان يونس.
لم يمنح الاحتلال المواطنين فترة كافية للنزوح، حيث أغلق الشوارع الرئيسية بين شمال غزة ومدينة غزة، مستهدفاً النازحين بنيران قذائفه، مما أسفر عن استشهاد العديد منهم. كما اعتمد الاحتلال أسلوباً جديداً بحصار مراكز إيواء النازحين والمدارس، مما أجبر السكان على النزوح وتهجيرهم بالقوة.
استهدف جيش الاحتلال المستشفيات الثلاثة في شمال غزة، وأخرجها عن الخدمة، كما اعتقل عدداً من كوادر الإسعاف، واقتحم مستشفى كمال عدوان، مما زاد من تدهور الوضع الإنساني.
يتعرض نحو 100 ألف مواطن في شمال غزة، ممن بقوا في منازلهم أو لجأوا إلى أماكن أخرى، لأوضاع مأساوية جراء الغارات المتواصلة وغياب الغذاء والماء والدواء، في ظل ترقب دائم للاجتياح والتهجير القسري.