كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تحريض جيش الاحتلال الإسرائيلي ومساعدته لمسلحين فلسطينيين في قطاع غزة لنهب وجباية إتاوات من شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع. وفقًا للتقرير، لا يسمح الجيش لأفراد الشرطة المحلية بالتصدي لتلك العصابات، بل يحمي الجنود هؤلاء المسلحين الذين يهاجمون رجال الشرطة. بعض المنظمات الإنسانية، التي ترفض دفع الإتاوات، تجد نفسها مضطرة إلى ترك المعدات في مستودعات يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن هذه العصابات المسلحة تفاقمت بشكل ملحوظ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، والذي كان يشكل نقطة رئيسية لدخول البضائع إلى القطاع. منذ توقف العمل بالمعبر، أصبحت معظم المساعدات تمر عبر معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه المسلحون. وقد تضاعف معدل السرقة بشكل كبير، حتى أن الأمم المتحدة أدرجت المنطقة على خرائطها كموقع شديد الخطورة.
المسلحون يوقفون الشاحنات عبر حواجز مؤقتة أو بإطلاق النار على إطارات الشاحنات، ويطالبون السائقين بدفع "رسوم مرور" تصل إلى 15 ألف شيكل. في حال رفض السائق الدفع، يكون عرضة لخطر خطف الشاحنة أو سرقة محتوياتها. ويحدث كل هذا تحت أعين الجيش الإسرائيلي، الذي رفض التدخل لحماية الشاحنات أو السماح للمنظمات الإنسانية بالسفر عبر طرق أكثر أمانًا. ووفقًا للتقرير، فإن بعض المنظمات اضطرت لدفع تلك الرسوم من خلال شركة فلسطينية تعمل كوسيط بناء على نصائح من مسؤولين إسرائيليين في وحدة تنسيق العمليات.