نشرت وزارة خارجية جمهورية كازاخستان بيانًا يتناول نتائج لقاء عمل عُقد في مقر الوزارة بالعاصمة أستانا يوم أمس الثلاثاء، جمع السيد مراد نورتيليو، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية كازاخستان، بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدين لدى كازاخستان. ناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، إضافة إلى تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد وزير الخارجية الكازاخستاني خلال كلمته أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن كازاخستان تسعى إلى استغلال كل الفرص الممكنة لتوسيع العلاقات مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يخدم المصالح المشتركة. وأضاف أن العلاقات بين كازاخستان والدول العربية تستند إلى روابط سياسية واقتصادية وثقافية عميقة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد نورتيليو على موقف كازاخستان الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد أن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة حل الدولتين. كما أشار إلى الدعم الذي تقدمه كازاخستان في المحافل الدولية، مؤكدًا الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بفلسطين.
وأدان وزير الخارجية الكازاخستاني العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا إلى وقف فوري لهذه الاعتداءات والالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني. وأكد على استمرار كازاخستان في سياستها الداعمة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
في كلمته، شكر السفير د. منتصر أبو زيد، عميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي لدى كازاخستان، الوزير الكازاخستاني على دعوته لهذا اللقاء. وأشار إلى العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين الفلسطيني والكازاخستاني، مذكرًا بأن فلسطين كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال كازاخستان عام 1991، حيث كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أول رئيس عربي يزور كازاخستان لتهنئتها بالاستقلال.
وأكد السفير أبو زيد على تقدير القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، للمواقف المبدئية والثابتة لجمهورية كازاخستان في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، سواء في المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو ضمن منظمة التعاون الإسلامي. كما أشاد بالمساعدات الإنسانية والمالية التي قدمتها كازاخستان مؤخراً لدعم الشعب الفلسطيني، بما في ذلك مليون دولار لوكالة الأونروا، وإرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وأشار السفير إلى الزيارات المتبادلة بين البلدين، ومنها زيارة الرئيس محمود عباس في أكتوبر 2022، والتي بحث خلالها مع الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف سبل تعزيز العلاقات الثنائية. كما تطرق إلى زيارة وزير الخارجية الفلسطيني السابق رياض المالكي في يوليو 2018، والتي أثمرت توقيع اتفاقيات تعاون مهمة.
وأكد السفير الفلسطيني على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين في إطار المنظمات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى التعاون المثمر داخل منظمة التعاون الإسلامي ومؤتمر التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا (CICA). وأعرب عن ثقته بأن العلاقات الفلسطينية-الكازاخستانية ستستمر في الازدهار، مما سيعود بالنفع على شعبي البلدين.
وأعرب السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية عن تقديرهم لجهود كازاخستان في تعزيز السلام والتنمية المستدامة، وأكدوا دعمهم للإصلاحات الشاملة التي يقودها الرئيس توكاييف. وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على تكثيف الحوار وتعزيز التعاون لتنفيذ المشاريع المشتركة.
