لهذه الأسباب يجب حظر منصات التواصل على القُصَّر

منصات التواصل الاجتماعي
منصات التواصل الاجتماعي

أثيرت حالة كبيرة من الجدل في أنحاء العالم بشأن ما إذا كان يجب السماح للقاصرين من المراهقين والأطفال باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أم أنه من الأفضل فرض حظر عليها، وقد بدأ بعض البلدان في دراسة إمكانية فرض مزيد من القيود على استخدام الأطفال لهذه الشبكات.

أول حظر من نوعه

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت أستراليا، عن أول حظر من نوعه في العالم، حيث منعت الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا من استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل تام وصارم، حتى في حال حصولهم على موافقة من الوالدين، كما ألزمت الشركات المشغلة لهذه الشبكات بالتأكد من التحقق من عمر المستخدمين لضمان وصولهم إلى السن القانونية.

0.jpeg
 

ووفقًا لما ذكره موقع "بي سايكولوجي" الأمريكي، في مقال له، فإن "وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لتكون إدمانية، حيث تستغل ميولنا العصبية، فعندما نتحقق من إشعاراتنا، تصبح أدمغتنا مهيأة للإدمان، علاوة على أن طبيعة الإشعارات غير الموثوقة تجعلها أكثر إدمانًا، ومع المكافآت غير المتوقعة، يصبح أدمغتنا أكثر تعلقًا، منتظرة الجرعة التالية".

أدمغتنا مبرمجة

وفي هذا الإطار، كشف الدكتور جورنيك باينز، خبير علم النفس وكاتب المقال، أن علم النفس الاجتماعي يفسر سبب انجذابنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن البشر كائنات اجتماعية بطبيعتهم ونحن بحاجة للتواصل المستمر، لافتًا إلى أن أدمغتنا مبرمجة على الرغبة في التحقق، مما يجعل وسائل التواصل الاجتماعي أكثر جذبًا لنا لأنها تسهل قياس قيمتنا بناءً على عدد الإعجابات أو الإشعارات التي نتلقاها يوميًا.

كما شدد "باينز"، على أن الفكرة وراء فرض القيود على المواد الإدمانية ليست أن البالغين أصبحوا محصنين ضد الإدمان، بل لأن هذه المواد تؤثر بشكل خاص على الأطفال والمراهقين، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل واضح على تطور الدماغ لدى الشباب، وخاصة على اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على تفكيرهم وعقولهم.

1001733761508.jpg
 

وبحسب "المقال"، فإن المراهقون في الولايات المتحدة يقضون حوالي 4.8 ساعة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من المنطقي فرض قيود على هذا الاستخدام، وعلى الرغم من أن العديد من الشباب يقولون إنهم يريدون تقليل وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن القدرة على ضبط النفس ليست بالأمر السهل.

نتائج عكسية

كما أشار "المقال"، إلى أن الأبحاث النفسية تظهر أن فرض الحظر أو القيود الصريحة غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية، لذلك، من الضروري متابعة مدى فعالية الحظر الجديد في أستراليا، حيث إن حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة قد فشل بشكل كبير، إذ استغل المستخدمون الثغرات المتاحة وسلكوا طرقًا غير قانونية، مثل السوق السوداء المتنامية.

واستعرض "المقال"، أيضًا استطلاعًا للرأي أُجري في بريطانيا، حيث أظهر أن الغالبية العظمى (71%) من الشباب يعارضون حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن الـ16، ويفضلون الحصول على مزيد من التعليم حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان، لافتًا إلى أن  84% من الشباب يرغبون في إضافة تعليم محو الأمية الرقمية إلى المناهج الدراسية.

1.jpg
 

وعلاوة على ذلك، يرى "الاستطلاع"، أن الشباب في شركات وسائل التواصل الاجتماعي -التي تستغل وتستفيد من ميول الناس الإدمانية - يجب أن تكون هي المسؤولة، حيث يعتقد حوالي 78% من الشباب البريطانيين أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تفعل المزيد لإزالة المحتوى الضار من منصاتها ويعتقد 88% أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون شفافة بشأن كيفية استخدام الخوارزميات.

واختتم المقال، مؤكدًا على أن هناك توافقًا عامًا على أن المسؤولية عن الأضرار التي تسببها منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تقع على عاتق الشركات نفسها وليس على المستخدمين الشباب.

العربية