الرواية الكاملة لهروب الأسد: تفاصيل اللحظات الأخيرة وسر الاتصال بـ "المقداد"

بشار الأسد
بشار الأسد

في تطور غير متوقع ومثير للجدل، كشفت تقارير صحفية عن اتصال مباشر بين القيادة العسكرية الجديدة في سوريا وفيصل المقداد، نائب الرئيس السابق بشار الأسد، دون الخوض في تفاصيل إضافية. 

كما ظهرت تفاصيل كاملة حول هروب الأسد، حيث وضع قائد العمليات العسكرية للفصائل المسلحة، أحمد الشرع، خطة محكمة لاقتحام العاصمة دمشق والإطاحة بالنظام قبل أشهر من التنفيذ.

لا داعي للقلق

قبل يوم من هروب الأسد، تلقى اتصالات من شخصيات بارزة، بينهم وزير الخارجية بسام صباغ، والمستشارة بثينة شعبان، ورئيسة اتحاد الطلبة دارين سليمان، ونائبة الأمين العام للرئاسة لينا كيناية. 

وطمأنهم الأسد بقوله: "لا داعي للقلق، الدعم الروسي في الطريق، وسنقاتل لاستعادة المدن"، ووفق ما نقلته مجلة "المجلة"، كان الأسد قد وافق مساء السبت مبدئيًا على إلقاء "خطاب الحرب" بدلاً من إعلان التنحي، وبدأت التحضيرات، بما في ذلك تجهيز المكان وتنسيق البث المباشر عبر قناة "روسيا اليوم".

ورغم الضغوط من مستشاريه، رفض الأسد الظهور في الوقت المحدد، وأرجع ذلك إلى تأخر الوقت، مؤكدًا أن الخطاب سيلقى في اليوم التالي، بينما استمرت التساؤلات حول تعليماته بعدم إطلاق النار في دمشق وحمص، مع تلميحات عن اتفاقات في الدوحة بين وزراء صيغة أستانا.

تحضيرات صباح الأحد

وفقًا للمعلومات، خطط الأسد لتناول الفطور مع دارين سليمان ومراجعة مسودة الخطاب مع بثينة شعبان لعرضها ظهر الأحد على اللجنة السياسية، لكن الأمور تغيرت جذريًا مساء السبت بعد اتصال روسي يحثه على مغادرة دمشق لتجنب إراقة مزيد من الدماء وحماية المصالح الروسية. 

غادر الأسد مكتبه برفقة وزير شؤون الرئاسة منصور عزام ومسؤول الحماية العميد محسن محمد، متوجهين إلى قاعدة حميميم، ومن هناك إلى موسكو.

عندما تسربت أنباء مغادرة الأسد، تفاجأ مستشاروه الذين كانوا يعتقدون أن الأمور تحت السيطرة، وفر بعضهم إلى لبنان أو الساحل السوري، بينما فر آخرون إلى دول غربية، أما أسماء الأسد، فقد حاولت استدعاء أحد مساعديها من الخارج، لكنه وجد مطار دمشق تحت سيطرة الفصائل المسلحة.

اللحظات الأخيرة

في تلك الأثناء، اندلعت اشتباكات داخل مقر قيادة "الفرقة الرابعة"، التي كان يرأسها ماهر الأسد، ما أدى إلى مقتل بعض القيادات وهروب ماهر إلى العراق مع شخصيات بارزة وقادة ميليشيات عراقية، وانهارت الفرقة التي أنشئت لحماية دمشق خلال ساعات، وفر أفرادها إلى الساحل السوري.

جرى الانسحاب النهائي لقوات "الحرس الجمهوري" في الثالثة فجر الأحد، بعد أن أصبحت الأخبار عن هروب الأسد مؤكدة، وحتى تلك اللحظة، كانت الحراسة في القصر الجمهوري تعمل بكفاءة غير معهودة، لكن سقوط النظام في الثامن من ديسمبر شكل نقطة تحول كبرى، حيث غاصت سوريا في دوامة سياسية وعسكرية جديدة تصدرت المشهد الإقليمي والدولي.

العربية