أثيرت حالة من الجدل والغضب بين الجزائريين، وأطلقوا حملة واسعة تطالب بوقف البرامج التلفزيونية الاجتماعية، بعد تسجيل تجاوزات في محتواها، كان أبرزها "تنمر مقدم على شخصية وهندام أحد ضيوفه".
شهدت الحملة مشاركة الكثير من المشاهير والممثلين، الذين طالبوا وزارة الاتصال الجزائرية بالتدخل العاجل لإيقاف هذه البرامج.
تعتمد هذه البرامج، التي تبث عبر مختلف القنوات الجزائرية، على استضافة مواطنين لسرد قصصهم الاجتماعية أو لعقد الصلح بين أطراف متخاصمة، ومع ذلك، أثارت بعض الحلقات جدلًا واسعًا مؤخرًا، من بينها حلقة برنامج "حياة جديدة"، التي استضافت شابًا عبّر عن تعلقه بفتاة ورغبته في الزواج منها، في حضور، وعدم تقبله فكرة ابتعاده عنها. فيما حضرت الحلقة والدة الفتاة التي رفضت رفضا قاطعا تزويجه ابنتها لأنه "مريض ذهنيا".
"انتقد هندامه"
أثارت الحلقة حالة كبيرة من الجدل بسبب أسلوب مقدم البرنامج هشام بوقفة، الذي انتقد هندام الشاب بشكل وصف من قبل رواد التواصل الاجتماعي بـ"المهينة"، حيث كان يرتدي سترة وبنطلونًا كلاسيكيين مع جوارب رياضية، كما ظهر المقدم وهو "يتنمر عليه" خلال فترات أخرى من الحلقة.
كما انتقد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أسلوب المقدم وطريقته في محاورة الضيف، بينما أشار الممثل كمال بوعكاز عبر منشور على فيسبوك إلى أن هذه البرامج "أفسدت المجتمع"، متسائلًا: فأيّ فائدة تجنيها العائلة الجزائرية من تلك القصص..؟".
من جهتها، قالت الصحافية ياسمينة دهيمي: "عندما يفقد الصحافي الموضوعية ويوظف العاطفة ومشاعر الحب أو الكراهية في محتواه يسقط في أخطاء لا تغتفر".
"أذى الضيف"
كما شددت "كنزة خاطو"، الناشطة في حقوق المرأة، على استيائها من نوعية الأسئلة المطروحة على الضيف أمين، ووصفتها بأنها تهدف لإضحاك الجمهور على حساب كرامة الضيف، قائلة: "حسب رأيي وبعد مشاهدتي للحلقة كاملة، ضحية بالفعل لنوعية الأسئلة المطروحة والدخول في تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع.. أسئلة هدفها ربما إضحاك الجمهور، لكنها في الواقع تثير الاشمئزاز".
في خطوة تضامنية، خرج سكان المنطقة التي يعيش فيها الضيف "أمين"، في فيديو طالبوا فيه بوقف بث الحلقة لما تسببت به من أذى نفسي له.
والجدير بالإشارة أن برنامج "حياة جديدة" لم يكن الوحيد الذي أثار الجدل، فقد استضاف برنامج "عشت وشفت" أستاذًا متهمًا بمغازلة تلميذته، ما أدى إلى طرده من منصبه، حيث استضاف المقدم يوسف نكاع الأستاذ ليسرد قصته، ويثير تعاطف الجمهور وقد أثارت الحلقة انتقادات لعدم استضافة الطرف الآخر، وهي التلميذة "المتضررة" التي ظهرت لاحقًا في فيديو تؤكد تعرضها للتحرش.
رغم الانتقادات، يرى البعض أن هذه البرامج، ورغم عيوبها، تمكنت في بعض الحالات من تحقيق الصلح بين المتخاصمين من الضيوف، وفي المقابل، يعتبر آخرون أن المشاركين في هذه البرامج يتحملون مسؤولية قرارهم بالمشاركة.
والجدير بالذكر أن سلطة ضبط السمعي البصري، سبق أن أوقفت برنامجًا اجتماعيًا آخر، وهو "لي فات مات" الذي كان يعرض على قناة "الشروق" في عام 2021، بسبب تجاوزات مشابهة في المحتوى.
