على الرغم من المؤشرات الإيجابية التي سادت المفاوضات في الأيام الأخيرة، إلا أن عدة عقبات لا تزال تحول دون الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وتشير تصريحات المسؤولين من الجانبين، إلى جانب الوسطاء المشاركين، إلى أن الأيام الحالية تعتبر حاسمة في إنهاء التفاصيل الأخيرة للاتفاق، لكن إضافة شروط جديدة من قبل إسرائيل قد تؤجل التوصل إلى الاتفاق كما كان متوقعًا، بحسب ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد وجود تقدم حذر، ولكنه لا يعلم كم من الوقت قد يستغرق التوصل إلى اتفاق نهائي.
شرط جديد
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فرضت الحكومة الإسرائيلية شرطًا جديدًا يتطلب من حماس تقديم قائمة مفصلة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وكان من المفترض أن تكون المحادثات قد شهدت تقدمًا مع استعداد الأطراف لتبادل قوائم بأسماء السجناء الفلسطينيين في المرحلة الأولى، لكن هذا الشرط الجديد من إسرائيل قد يطيل أمد المفاوضات، وحتى الآن، لم تقدم حماس قائمة مفصلة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم.
ورغم التصريحات الإسرائيلية التي تشير إلى تقدم المحادثات، فإن الوسيط الأمريكي غادر الدوحة بعد يوم واحد من بدء المفاوضات، مما يعكس حالة من الجمود في بعض جوانب العملية.
وتظل القضايا العالقة بين الأطراف تشمل عدد الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، وتحديد هوية السجناء الفلسطينيين المعنيين، إضافة إلى ذلك، تبقى هناك قضايا معقدة أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة بعد التوصل إلى الاتفاق، مثل الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإدارة المعابر الحدودية.
اتفاق مبدئي
رغم هذه التحديات، أفادت بعض المصادر الإسرائيلية بوجود إشارات أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق مبدئي خلال الأيام العشرة المقبلة، إذ تم إعداد قائمة بأسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من التبادل، مما يبعث على التفاؤل الحذر.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطًا جديدة خلال المحادثات، مما أدى إلى تباطؤ التقدم في المفاوضات وفتح الباب لجولة جديدة من المباحثات.
وفي الوقت نفسه، يشهد المشهد السياسي في إسرائيل انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع المفاوضات ووقف التصعيد، زاتهم زعيم المعارضة، يائير لابيد، رئيس الوزراء نتنياهو بتسريب معلومات لوسائل الإعلام الأجنبية، بشأن رفضه وقف الحرب في لحظات تقدم المفاوضات، في محاولة لتعطيل جهود الوساطة.
كما يواجه نتنياهو معارضة داخل حكومته من الوزراء المتشددين مثل إياتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، الذين يعارضون أي اتفاق مع حماس.
وساطة مصرية وقطرية
في سياق موازٍ، كشف وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، عن تفاصيل الاتفاق المقترح الذي يتضمن مرحلة إنسانية تسبق فترة هدنة لمدة 42 يومًا، ويهدف هذا التوقف المؤقت في العمليات العسكرية إلى إتاحة الوقت لإتمام المراحل الأخرى من الاتفاق وضمان تنفيذ الالتزامات المتبادلة بين الأطراف.
وفي إطار استئناف المفاوضات، وصل وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة لمواصلة التوسط بين الأطراف، وهناك تقارير تشير إلى أن المفاوضات قد تكون في مراحلها النهائية، مع إمكانية الإعلان عن اتفاق في غضون عشرة أيام.
ومع اقتراب بداية العام الجديد، يبدو أن الوقت يضغط على الأطراف للوصول إلى تسوية تهدئ من تصاعد العنف وتفتح الطريق لحل شامل، وفيما يترقب العالم الإعلان عن اتفاق قد يسهم في إنهاء النزاع، تظل القضايا السياسية والأمنية الداخلية بين الأطراف المعنية تشكل التحديات الأكبر، ولكن، يبقى الأمل قائمًا في أن تسفر هذه المفاوضات عن خطوة نحو إنهاء الأزمة الإنسانية المستمرة.
اقرأ أيضًا: