شهدت بلدية بيضة برج بولاية سطيف في الجزائر جريمة مروعة، تجرد فيها أب جزائري من إنسانيته وأقدم على قتل زوجته وابنته، ومحاولة قتل ابنه الذي نجا بأعجوبة ويخضع حاليًا للعلاج في غرفة الإنعاش، وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة جرائم عنف أسري مشابهة شهدتها الجزائر مؤخرًا.
أب يقتل زوجته وابنته
أما عن تفاصيل الواقعة، دخل الأب الجزائري (أ.ب)، إلى منزله وهو يحمل سكينًا، وقام بطعن زوجته وابنته حتى فارقتا الحياة، وعندما تدخل الابن من أجل إنقاذ أمه وأخته، طعنه الأب عدة مرات أسقطته أرضًا، وتدخلت فرق الحماية المدنية سريعًا ونقلت الابن إلى المستشفى، حيث لا يزال يصارع الموت في غرفة الإنعاش.
وبحسب شهادات سكان المنطقة، كان الأب يعاني من اضطراب نفسي وتم تسريحه من عمله مؤخرًا.
"ظاهرة لا يمكن تغافلها"
والجدير بالإشارة أن هذه الجريمة تعد واحدة من عدة حوادث مشابهة وقعت خلال الأسابيع الماضية، على غرار جريمة قتل أب لأطفاله الأربعة في ولاية غرداية بالجنوب الجزائري، وحادثة قتل رجل لابنته الرضيعة ذات الثلاثة أشهر في بلدية أم الذروع بولاية الشلف (205 كيلومترات غرب العاصمة الجزائر).
وفي هذا الصدد، أفاد المختص في علم الاجتماع، عبد الحفيظ صندوقي، بأن هذه الجرائم تعكس تحولًا اجتماعيًا خطيرًا في الجزائر، مشددًا على أن الطب النفسي والاجتماعي يجب أن يعير هذه الظاهرة اهتمامًا كبيرًا، وضرورة دراستها بعمق لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى تصاعد العنف داخل الأسر بالمجتمع الجزائري.
"ضغوطات نفسية"
وأردف "صندوقي"، أن الضغوط النفسية، إلى جانب غياب المتابعة الطبية، ورفض أغلبية الشعب الجزائري الإقرار بأنهم مطالبون بزيارة الأطباء النفسانيين بشكل مستمر، تسهم في وقوع مثل هذه الجرائم، لافتًا إلى أن عدم تقبل المجتمع لفكرة زيارة الأطباء النفسيين يؤدي إلى تفاقم الأزمات النفسية، مما قد يدفع البعض إلى ارتكاب أعمال عنف مروعة داخل الأسرة.
كما ناشد "صندوقي" بضرورة تكثيف الجهود لدراسة هذه الظواهر والقيام بحملات توعية حول خطورتها، مؤكدًا على أهمية دور الإعلام، الجمعيات، والوعي الجماعي في التحسيس والمعالجة الفورية لهذه المشكلات، لتجنب وقوع المزيد من الجرائم الأسرية.