شهدت محافظة طرطوس السورية توترات أمنية كبيرة، الأربعاء، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأمن، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات اندلعت أثناء محاولة قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري سابق كان يشغل مناصب قيادية خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، ترتبط بانتهاكات وجرائم في سجن صيدنايا، الذي يعرف بـ"المسلخ البشري".
تفاصيل القبض على أحد مجرمي سجن صيدنايا
وقعت المواجهات في بلدة خربة المعزة بطرطوس، حيث قتل 6 عناصر من قوى الأمن و3 مسلحين حاولوا منع اعتقال الضابط، وكان هذا الضابط مديرًا لإدارة القضاء العسكري ورئيسًا للمحكمة الميدانية، وهو متهم بارتكاب جرائم خطيرة خلال فترة عمله.
وقد استهدف المسلحون سيارة تابعة لقوات الأمن وأشعلوها، مما أدى إلى تصعيد الاشتباكات وسقوط قتلى من الطرفين.
تعزيزات أمنية
ردًا على الأحداث، استقدمت إدارة العمليات العسكرية تعزيزات ضخمة إلى المنطقة، شملت وحدات خاصة مثل الوحدة 82، والفرقة K9، وعناصر من ألوية متعددة تتبع لهيئة تحرير الشام.
كما فرضت السلطات حظر تجوال في حمص وبانياس وجبلة من الساعة 7 مساءً حتى 6 صباحًا، وفي اللاذقية من 8 مساءً حتى 8 صباحًا، بهدف السيطرة على الأوضاع المتوترة.
وأعلن وزير الداخلية السوري الجديد، محمد عبد الرحمن، أن 14 عنصرًا من قوات الأمن قتلوا في كمين نفذته فلول النظام السابق بريف طرطوس، وأكد أن هؤلاء العناصر كانوا يقومون بواجبهم في حفظ الأمن وحماية المدنيين.
التطورات السياسية بعد سقوط النظام
يأتي هذا التصعيد بعد سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر، حيث استولت فصائل مسلحة على العاصمة دمشق، مما دفع بشار الأسد للفرار إلى روسيا، منهياً 54 عامًا من حكم عائلته.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتبطة بسجن صيدنايا، الذي شهد انتهاكات إنسانية موثقة على مدى سنوات طويلة.
وتأتي هذه الأحداث لتؤكد استمرار التوترات في سوريا، خاصة في المناطق الساحلية ذات التركيبة السكانية المتنوعة، حيث تخشى السلطات من محاولات لإثارة الفتن، كما تعكس الاشتباكات تصعيدًا أمنيًا ومحاولات لطي صفحة إرث الجرائم المرتبطة بالنظام السابق.