بقلم: سعدات عمر
لن يستطيع المتآمرون أن يحجبوا شمس الحق. شمس الفتح. نور الثوار. فطوبى لهذا الجيل. جيل المعانات. جيل التضحيات. جيل الصمود. الجيل الذي يصنع التاريخ بأحرف من نوز ونار. طوبى لهم حيث هم يُكافحون ويناضلون ويبنون. طوبى لهم حيث هم صامدون. مُثابرون، وليكن الشعار أمام التحدي الكبير مزيداً من التحديات. مزيداً من التلاحم، والوحدة. مزيداً من المحبة، ولتكن أرواح الشهداء شاهداً، ودافعاً لنا جميعاً على درب مسيرة البناء، والدولة. المستقبل الفلسطيني يعني النصر، والرؤيا طريقاً اليه، والستين عاماً من عمر الإنطلاقة التي مضت فاق شهداؤنا، وجرحانا، ومعتقلينا عدد أيامها مضروباً في رقم مطلق، وعلى أي جنب، وفي أي أرض وبأي سلاح لم يحدث أن واجهنا شهيد أو جريح أو أسير وعلى وجهه حزن أو تعبير عن ندم فقبل أن يسدل كل شهيد جفنيه. أو كل جرح نازف من جريح. أو كل معصم زينته كلبشات الاعتقال لكل أسير. على آخر ما سيراه قطعة من أرض الوطن أخذت جمالها من أمه من ابنته من أخته من زوجته. أو وجهاً لعدو قبيح أو بيتاً أو مدينة أو قرية أو مخيماً مُحَرَّقاً أو طيفاً أو حبيبة أو فلذة كبد. ليس من السهل أن يذهب الفلسطيني لمواجهة الموت وهو يعلم أن عدوه يَعُدُّ ويَعُدُّ وخلف آلات الموت والدمار قابع إلا أن يكون واثقاً بالنصر بالمستقبل، والفلسطينيون كلمة منسوبة إلى فلسطين، وما كان لشعبنا الفلسطيني أن يجمع في هذه المزايا فكراً وخُلُقاً، وانطلاقة ثورة لولا أنه قد تلاقت في نسيج شعبنا الفكري، والثوري، والنفسي رحلتان عابقتان بأسمى المعاني، والقيم، والدلالات رحلة التاريخ الفلسطيني، والعربي بكل محطاته، ورحلة الجغرافيا حيث التواصل لم ينقطع يوماً بين شعبنا وفلسطيننا. فكما عاش شعبنا الفلسطيني حياته مسكوناً بتلك المحطات التاريخية الشديدة الحضور في تكوينه الشخصي والعقائدي. بل بذلك الارث الفلسطيني من بداية ثوراته في بداية العشرينات من القرن الماضي وحتى انطلاقة الثورة الفلسطينية في 1965/1/1 فإنه ما زال مشدوداً إلى تلك الآفاق والمسافات بين رام الله وغزة وعلى امتداد فلسطين، والشتات.
