شهدت المناطق الشمالية من سوريا تصعيدًا كبيرًا في وتيرة الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، بالرغم من التصريحات الأميركية التي أكدت صمود وقف إطلاق النار في تلك المنطقة.
قصف مدفعي
وفقًا لما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان، قامت قوات سوريا الديمقراطية بقصف مدفعي استهدف بلدة أبو قلقل ومحيط قرية شاش البوبنا الواقعتين جنوب شرقي مدينة منبج.
وتلا هذا القصف عملية تسلل نفذتها عناصر "قسد" إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي تركي استهدف قرية بير حسو الواقعة على محور قرقوزاق.
وحتى اللحظة، لم ترد معلومات مؤكدة عن الخسائر البشرية أو المادية الناجمة عن هذه الاشتباكات.
تصعيد إضافي في منبج
وفي الأحياء الشرقية لمدينة منبج، وقعت اشتباكات أخرى إثر تسلل مجموعة من عناصر "قسد"، وشهد محور سد تشرين تصعيدًا كبيرًا مع تبادل للقصف المدفعي واشتباكات عنيفة، حيث حاولت الفصائل الموالية لتركيا التسلل إلى قرية السعيدين المحاذية للسد، وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة واشنطن بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لا يزال قائمًا في مدينة منبج ومحيطها.
وكانت الولايات المتحدة قد توسطت في وقف إطلاق النار في وقت سابق من الشهر الجاري، بهدف تهدئة الأوضاع بعد تصعيد القتال.
التحفظ التركي
رغم التصريحات الأميركية، نفى مسؤول بوزارة الدفاع التركية في 19 ديسمبر وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية، وتعتبر أنقرة هذه القوات، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية.
وتمثل قوات سوريا الديمقراطية الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، وتعد وحدات حماية الشعب، التي تقود قسد، من الركائز الأساسية لهذا التحالف، على الرغم من معارضة تركيا التي تصنفها كمنظمة إرهابية.
كما تحتفظ الولايات المتحدة بنحو ألفي جندي في سوريا لدعم "قسد" في العمليات ضد "داعش" ومنع التنظيم من استعادة الأراضي التي كان قد سيطر عليها في عام 2014، والتي شملت مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يصنفون حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، إلا أن هذا التصنيف لا يشمل وحدات حماية الشعب أو قوات سوريا الديمقراطية.