اغتيال الحقيقة

بقلم/ إحسان بدرة .صحفي وناشط سياسي غزة/ فلسطين

على مدار إكثر من عام وقطاع غزة يعيش تحت وطأة حرب الإبادة التي لا ترحم أحد ولا تفرق بين الجحر والشجر ولا بين طفل وامرأة ولا شيخ ولا شباب ولا تفرق بين منزل مدرسة ولا مستشفى هذا بشكل عام وبشكل خاص هناك فئة محددة تعتبر العدو الأول للجيش الاحتلال وهى "عين الحقيقة _ الصحافة والصحفين الذين يمارسون عملهم في الميدان وساحة العدوان بواسطة الكاميرات والدفاتر والإقلام والذي يحاولون نقل الحقيقة كما هى إلى العالم ...... وعنا المغضلة والمشكله للعدو فجر يمتهم الوحيدة أنهم أسود في الميدان هي أنهم يروون ما يرونه بأم أعينهم، وما يسمعونه بآذانهم، وما يعيشونه في شوارع غزة المحترقة ولكن يبدو أن الحقيقة جريمة يُعاقب عليها بالموت. حيث بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا وبطرقة مباشر في قطاع غزة (202) صحفيا وفقا لتقارير واحصائيات إعلامية وإصابة(,399) آخرين أصيبو بجر وح خطيرة . وتم التعرف على (43) صحفيا تم اعتقالهم أو احتجازهم دون تهم واضحة إو محاكمات عادلة داخل سجون الاحتلال .. وهؤلاء ليسوا أرقام تعد وتحصى بل هم أسماء ووجوه وحكايات منهم الزملاء والأصدقاء والجيران وهم من كانوا يوفقون جرائم الإحتلال والأحداث وإيصال صوتنا للعالم وبمتقلهم أصبحوا هم إنفسهم الحدث ... ولكن العالم بدلا من أن يستمع، اختار أن يصم أذنيه ويغمض عينيه. عن هذا الواقع ... ورغم أن القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول ينصان على أن (الصحفيين مدنيون ويجب ألا يتم استهدافهم)، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد على (حق كل شخص في حرية الرأي والتعبير) ولكن أين هي هذه القوانين عندما يتعلق الأمر بغزة؟ أين هي الحماية التي وُعد بها الصحفيون؟ يبدو أن هذه النصوص القانونية مجرد حبر على ورق، لا قيمة لها في مواجهة آلة الحرب التي لا تعرف سوى لغة القوة..... فالصحفيين في قطاع غزة ومنذ اندلاع الحرب وهم يعملون في ظروف غير عادية وغير مسبوقة وتلك الظروف لا يمكن وصفها إلا بالجحيم ومحاصرين بالقصف الجوي والمدفعي والذي لم يتوقف متذ اندلاع الحرب . ومع استمرار الحرب والمخاطر التي تحيط بالصحفين من جانب وكثير ون منهم فقدوا زملائهم في العمل ودمرت مكاتبهم ومقراتهم الإعلامية ومع كل هذا المشهد الدموي يواصلون عملهم بكل شجاعة وحب المهنة وحيث أن مقتلهم واصابتهم أحدث إلالم عندنا الا الأكثر إيلاما هو الصمت الدولي والعالم الظالم يشاهد بأم عينيه كيف يتم استهداف الصحفيين وكيف تقتل الحقيقة والصورة والكلمة وتدمر البيوت والمقرات الصحفية ولم يتحرك أحد برفع صوته .... وهنا نقول فالصمت ليس مجرد تقصير بلوهو تؤاطؤ مع الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب يوميا ضد شعبا أعزل وضد الصحفيين الذين يحاولون نقل الحقيقة ومعاناة الناس .... فقتل الصحفيين هو قتل الحقيقة ذاتها وإن قبول العالم بهذا الواقع هو بحد ذاته خيانة فعلية للانسانية والصحفيين والذين يستحقون أن يعيشوا في عالم يحترم الصحافة والصحفيين فهم ليسوا مجرد بيانات إدانة فالصحفيين يستحون حماية فعلية وعالم يحترم الحقيقة ولا يعاقب من يقولها..... .

البوابة 24