الصمت في حضرة الأبطال بطولة

بقلم مجهول

في أرض الرباط، حيث تُدفع أثمان المأساة من الدماء والأرواح والحقوق، هم الأحق بالكلام، لا أولئك الجالسين خلف الشاشات متكئين على الارائك يصدرون تعليقات لا ترقى إلى عظمة الحدث. هذه أحداث ستُسجل في التاريخ، كما سجل حطين وعين جالوت، صنعها أبطال سيكونون في مصاف  صلاح الدين وقطز، بينما نحن نصدر التعليقات وننشغل بسفاسف الأمور.

ليس من يعدّ العصي كمن يأكلها. أكتب هذه الكلمات وأنا ممدد على السرير في رحلة عمل، متأملًا الأحداث ومتفاعلًا مع الآراء التي أراها تُطرح. ولكن، على الجانب الآخر، في أرض الرباط، في عسقلان، في غزة والضفة، هناك آلاف الأطفال الذين أصبحوا أيتامًا، وهناك آلاف الأمهات الثكالى والأرامل، وآلاف الآباء الذين فقدوا أعزاءهم من الأبناء والأهل والأحبة. هناك مئات الآلاف من الجرحى الذين يئنون تحت الألم. هناك  الملايين الذين يتضورون جوعاً.  هناك في الضفة يُقتل الأبرياء، وتُسلب الحقوق، وتُنهب الأرض وتُصادر لبناء الآلاف من المستوطنات. هناك أصبح الإخوة أعداء، فيا وجع الإخوة.

في حضرة هؤلاء الأبطال، يجب أن نصمت أو نقول خيرًا، فالصمت في حضرة الأبطال بطولة. أما الإساءة لشعب بأكمله بسبب أخطاء فردية أو تصريحات سياسيين، فهو أبعد ما يكون عن الحكمة.

لذلك، علينا أن نزن كلماتنا، ونتحدث بمسؤولية واتزان، جامعًا للصف بعيدًا عن التعميم والانفعال، لأن لكل مقام مقال، ووسائل التواصل ليست المكان لتعميم الأحكام أو التعبير عن الاستياء.
حيث يبقى الصمت في حضرة الأبطال بطولة.

البوابة 24