دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة صباح اليوم الأحد، بعد ساعات من التصعيد الذي كثف فيه الاحتلال الإسرائيلي من قصفه المدفعي والجوي على مناطق متعددة من القطاع شمالاً وجنوبًا.
وبدأت الإجراءات المتفق عليها تتخذ شكلها الفعلي، حيث يُنتظر أن يطلق سراح عدد من الأسرى خلال الساعات القادمة، ما يمنح الأمل في إمكانية الوصول إلى نهاية للحرب التي خلفت مأساة إنسانية كبيرة.
وأسفرت الحرب، التي استمرت لفترة طويلة، عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 ألف آخرين، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، كما دمرت البنية التحتية بالكامل في قطاع غزة، مما زاد من معاناة السكان.
عودة النازحين إلى شمال غزة
وفي ظل هذه التطورات، بدأ النازحون في مدينة خانيونس، الواقعة في جنوب القطاع، في الصباح الباكر بتفكيك خيامهم استعدادًا للعودة إلى المناطق التي انسحب منها الاحتلال في مدينة رفح، وسط أجواء من الفرح والتفاؤل التي سادت بينهم بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا:
- عودة النازحين.. عشرات الآلاف يعودون لمنازلهم في رفح وجباليا (فيديو)
- المكتب الإعلامي يكشف آلية عودة النازحين إلى وسط وشمال غزة.. ويحذر من هذا الأمر
ومن جانبه، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان له، أنه سيتخذ إجراءات فورية لانتشال جثامين الضحايا في مدينة رفح، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان نقل الجثث وتحديد مكان المفقودين، إضافة إلى تحييد الأجسام المشبوهة.
ورفعت السلطات الصحية في غزة تحذيرات من التعامل مع الجثث قبل نقلها إلى مستشفى الإماراتي في حي تل السلطاء، حيث سيتم تسجيلها وتنفيذ الإجراءات اللازمة بعد انتشالها.
بدء عودة سكان شمال قطاع #غزة إلى مناطقهم .. pic.twitter.com/JZ1MyUSzsG
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) January 19, 2025
في سياق متصل، أبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها للعمل على تنفيذ عملية دقيقة لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، مع التركيز على تسهيل عمليات النقل وتكثيف الاستجابة الإنسانية في غزة.
وكانت إسرائيل قد نشرت خرائط توضح أماكن انسحاب قواتها من مدينة رفح ومناطق أخرى في شمال القطاع، محذرة من الاقتراب من محورين حيويين: فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية الفلسطينية، ونتساريم الذي يفصل بين شمال وجنوب القطاع.
قصف عنيف
وفي الساعات الأخيرة قبل تنفيذ وقف إطلاق النار، تعرضت مناطق مختلفة لقصف مدفعي عنيف، وسط ترقب فلسطيني لدخول شحنات المساعدات الإنسانية، التي تشمل مواد غذائية وأدوية، إلى غزة، ورغم ذلك، شهدت المنطقة انفجارًا في منزل فخخه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين من العائدين إلى محافظة شمال القطاع.
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة إبادة جماعية بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، من بينهم غالبية من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مئات المفقودين.
وأدى الحصار والدمار الهائل إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني السكان من مجاعة واسعة خلفت العديد من الضحايا من الأطفال والمسنين، مما جعل غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر.
وفي خطوة دولية غير مسبوقة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2023 مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.