أدت الحرب في قطاع غزة إلى انخفاض حاد في متوسط العمر المتوقع، الذي تراجع من 75.5 عامًا قبل الحرب إلى 40.5 عامًا بحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة لانسيت الطبية حول الحرب في قطاع غزة، بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024.
وأوضحت الدراسة أن هذا الانخفاض يعكس التأثير المدمر للنزاع، خاصة في ظل انهيار النظام الصحي وتزايد أعداد الوفيات الناجمة عن إصابات الحرب.
وأشار الباحثون من جامعة بنسلفانيا إلى أن الخسائر الحقيقية قد تكون أعلى من الأرقام المعلنة، إذ لم تشمل الدراسة الوفيات الناتجة عن تدهور الظروف المعيشية أو انهيار الخدمات الصحية. واعتمدت الدراسة على مقارنة قوائم الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة في غزة مع سجلات الأمم المتحدة وبيانات التعداد السكاني، ما أظهر تأثير الحرب المأساوي على متوسط العمر المتوقع.
ثلاثة سيناريوهات
وحددت الدراسة ثلاثة سيناريوهات لتقدير متوسط العمر المتوقع في قطاع غزة خلال العام الأول من الحرب. السيناريو الأول استند إلى أعداد الوفيات الرسمية المعلنة من وزارة الصحة دون احتساب المفقودين، حيث قدر متوسط العمر بـ40.5 عامًا. السيناريو الثاني اعتمد على الوفيات التي توفرت معلومات تعريفية كاملة عنها، وبلغ متوسط العمر فيها 44.4 عامًا. أما السيناريو الثالث، الذي شمل المفقودين والأفراد تحت الأنقاض، فقد قدر متوسط العمر بـ36.1 عامًا، وهو الأدنى بين السيناريوهات.
وبيّنت الدراسة أن الرجال كانوا الأكثر تأثرًا، حيث انخفض متوسط أعمارهم من 73.6 عامًا قبل الحرب إلى 35.6 عامًا، بينما انخفض متوسط أعمار النساء من 77.4 عامًا إلى 47.5 عامًا.
الأمم المتحدة: أغلب القتلى نساء وأطفال
وفي سياق متصل، أفادت دراسة للأمم المتحدة نُشرت قبل شهرين أن 70% من القتلى الذين تم التحقق من هوياتهم كانوا من النساء والأطفال. وذكرت أن 44% من الضحايا كانوا أطفالًا، بينما شكّلت النساء 26%. وأوضحت أن نحو 80% من الضحايا لقوا حتفهم داخل منازلهم أو في مبانٍ سكنية، مع تركّز القتلى بين الفئات العمرية من خمسة إلى تسعة أعوام.
وأضاف الباحثون أن تقييم قوائم القتلى أظهر دقة عالية في الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة بغزة، لكن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بسبب صعوبة توثيق المفقودين. كما أشارت دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى أن أرقام الوفيات قد تكون أقل من الواقع بنسبة تصل إلى 50%.
خسائر بشرية هائلة
وتعرض قطاع غزة الى قصف مكثف، حيث تعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردًا على الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في أكتوبر 2023. وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى أن العمليات الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.