في تصعيد جديد للحرب المستمرة منذ 22 شهرًا، أحكم الجيش الإسرائيلي طوقًا خانقًا على مدينة غزة من ثلاث جهات رئيسية، فقد جاء التقدم من الشمال عبر حي الصفطاوي وحي الشيخ رضوان، ومن الجنوب عبر حي الصبرة وحي الزيتون اللذين تعرضا لسلسلة غارات وعمليات نسف خلال الأيام الماضية، إضافة إلى السيطرة على الجهة الشرقية للمدينة في حي الشجاعية الذي تحول إلى أنقاض بعد تدمير غالبية منازله في مراحل سابقة من الحرب.
تدمير ممنهج لحي "الشيخ رضوان"
ليل الأحد، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة رافقها تقدم بري وضربات جوية مكثفة وصفتها مصادر محلية بأنها "محاولة لطمس الحي عن الوجود".
وشملت العمليات استخدام خمسة روبوتات مفخخة فجرها الجيش في أجزاء مختلفة من الحي مما أدى إلى تناثر الحطام والشظايا وصولًا إلى وسط مدينة غزة، ويندرج هذا المشهد ضمن سياسة التدمير الممنهج التي جعلت من الشيخ رضوان أحد أكثر أحياء غزة تضررًا.
من شرق مدينة غزة إلى غربها حيث حي الشيخ رضوان، وصلت هذه الشظيّة الكبيرة الناجمة عن نسف روبوت متفجر كبير
— مصطفى البنا (@mostfa_1994) August 31, 2025
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/uPe1rZB1gM
تهجير قسري وضغط على السكان
تقدم القوات الإسرائيلية في شمال غزة ترافق مع إجبار السكان على النزوح عن منازلهم باتجاه الأحياء الغربية من المدينة، وفي الوقت ذاته، يواصل الجيش مطالبة الأهالي بمغادرة المدينة بشكل كامل والتوجه جنوبًا نحو مناطق الوسط والجنوب في قطاع غزة، لكن الاستجابة لهذه الأوامر لا تزال محدودة للغاية بسبب غياب أماكن مخصصة لإيواء النازحين وارتفاع التكلفة المعيشية للنزوح بعد أن استنزفت الحرب الممتدة موارد العائلات الغزية على مدى نحو عامين.
الاحتلال قبل قليل فجر ٣ روبوتات خلف بركة الشيخ رضوان ومنطقة سعيد صيام، ليلة صعبة! الانفجارات تشبه موجات الزلزال! هذه صور الانفجارات الأخيرة!
— GAZA (@GazaMohi) August 31, 2025
نعيش إبادة بدون أي تغطية إعلامية pic.twitter.com/Q63i7ljxx4
نزوح محدود ومعاناة متفاقمة
رغم تهديدات الجيش الإسرائيلي المتكررة، يواجه السكان صعوبات جمة في تلبية أوامر النزوح، فمعظم العائلات لا تجد مأوى بديلًا في الجنوب، كما أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة تجعل من الانتقال مغامرة باهظة الكلفة.
ويضع هذا الواقع المدنيين أمام معادلة قاسية: البقاء في مواجهة القصف أو النزوح إلى مصير مجهول في ظل غياب البنية التحتية الإنسانية.
مجازر جديدة وضحايا بالعشرات
تزامن التدمير في الشيخ رضوان مع غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت عدة مناطق أخرى في مدينة غزة، ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، فقد أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 90 فلسطينيًا خلال يوم الأحد وحده، بينهم مدنيون حاولوا الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، كما أصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة، ما يزيد من الضغط على المنظومة الطبية المنهكة أصلًا بفعل الحرب والحصار.