مسؤول إسرائيلي يكشف مصير مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة.. وهذا ما سيفعله نتنياهو 

مفاوضات المرحلة الثانية لتبادل الأسرى
مفاوضات المرحلة الثانية لتبادل الأسرى

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن مسؤول أمني رفيع المستوى، بأن المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحماس ستفشل حتى قبل أن تبدأ، مشيرًا إلى أن العقبات ستظهر خلال تنفيذ المرحلة الأولى نفسها. 

كما أكد أن الحكومة الإسرائيلية تتعمد إخفاء تفاصيل الاتفاق عن الجمهور، مما يزيد من الغموض والتوتر السياسي داخل إسرائيل.

وأوضح المسؤول أن حماس عندما تكتشف أنه لا توجد مرحلة ثانية فعلية، فلن يكون لديها أي دافع لإكمال المرحلة الأولى أو الاستمرار حتى اليوم الـ42، وهو اليوم الذي يفترض أن يشهد تحرير ما يقارب نصف المخطوفين الأحياء.

اقرأ أيضًا:

كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يطرح "روايات متناقضة" ليبرر الاتفاق أمام الرأي العام، رغم أنه سبق وأكد أنه لن يوافق على أمور مثل الانسحاب من نيتساريم أو ممر فيلادلفيا، في إشارة إلى قرارات أمنية حساسة تتعلق بقطاع غزة.

تعقيدات مفاوضات المرحلة الثانية

بحسب الاتفاق الموقع، من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد 16 يومًا من انطلاق المرحلة الأولى، أي يوم الإثنين المقبل، لكن المسؤول الأمني يرى أن العقبات الأساسية التي ستعرقل تقدم المفاوضات ليست فقط أمنية أو ميدانية، بل سياسية داخلية، معتبرًا أن نتنياهو سيواجه ضغوطًا شديدة من شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد، مما يمنعه من المضي قدمًا في أي صفقة، حتى لو كان يرغب بذلك شخصيًا.

وفي المقابل، كشفت الصحيفة عن أن هناك وجهة نظر مختلفة داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث نقلت عن مصادر قريبة من وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، أن كافة القضايا العالقة في المفاوضات "يمكن التوصل إلى حلول لها"، معتبرة أن المرحلة الثانية ليست مجرد اتفاق بحد ذاته، بل جزء من "خطة إقليمية تاريخية" تتضمن تطبيع العلاقات مع السعودية، وإدخال قوات دولية متعددة الجنسيات إلى غزة، بهدف منع استمرار حكم حماس، وتهيئة الظروف لإعادة إعمار القطاع عبر جهات دولية داعمة.

التحركات الأميركية والإسرائيلية

بالتزامن مع هذه التطورات، وصل المبعوث الأميركي الخاص ستيف فيتكوف إلى إسرائيل، أمس، بعد زيارة إلى السعودية، حيث سيجري محادثات حول مستقبل المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق. 

كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء المقبل، وجاء في نص الدعوة التي وجهها ترامب إلى نتنياهو: "أتطلع إلى مناقشة كيفية تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المشتركة". 

لكن المسؤول الأمني الإسرائيلي الذي تحدث لـ"يديعوت أحرونوت" شدد على أن "كل هذه الأحاديث تظل مجرد كلام في الوقت الراهن، ولا يوجد أي اتفاق فعلي أو إطار زمني واضح لتنفيذ هذه الخطط".

تحديات على الأرض وسيطرة حماس

في سياق متصل، قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للصحيفة، إن حماس تستعيد السيطرة تدريجيًا على قطاع غزة"، مضيفًا أن هناك بعض الجهات داخل قيادة حماس في الخارج قد تكون مستعدة لمناقشة تسوية دولية، لكن من الصعب تصور أن القيادة الفعلية للحركة داخل غزة ستوافق على إدخال أي جهات أجنبية من شأنها تهديد نفوذها وسيطرتها على القطاع.

ووفقًا للتحليل الذي قدمته الصحيفة، فإن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى جاء مدفوعًا باعتبارات سياسية داخلية لدى نتنياهو، وليس نتيجة لتفاهمات شاملة مع جميع الأطراف. 

فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي فرض صيغة اتفاق تخدم وضعه السياسي، حيث أكد لشركائه في الحكومة أنه لن يوافق إلا على مرحلة أولى ذات طابع "إنساني"، دون الالتزام بإنهاء الحرب أو تنفيذ أي مراحل لاحقة. 

ونتيجة لذلك، لم يتم التوصل إلى أي تفاهمات واضحة حول كيفية تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، مما يجعل استكمال العملية أمرًا محفوفًا بالمخاطر والتعقيدات.

 

صحيفة عبرية