هل تتخلى حماس عن حكم غزة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار؟

حركة حماس
حركة حماس

رغم الاستبعاد الكامل لفكرة القضاء على حكم حركة "حماس" في غزة، أشار عدد من الخبراء في الشأن الفلسطيني والشرق الأوسط إلى أن هناك احتمالًا أن تخرج الحركة وقيادتها من دائرة الحكم في المستقبل، وذلك بهدف الحفاظ على بقائها في ظل التطورات الحالية، خاصة مع المخاوف المتزايدة من عودة الحرب بعد المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الحديث المتزايد عن ترحيل الغزيين وتهجيرهم.

إضعاف حركة حماس

في هذا السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن الحديث عن القضاء على حكم "حماس" في غزة وإدارة القطاع بدونها بعد ما يسمى بـ"اليوم الثاني" من الحرب هو أمر غير واقعي وغير قابل للتحقيق. 

اقرأ أيضًا:

وأوضح أنه من الممكن أن تتعرض الحركة لإضعاف على المستوى العسكري، لكن من غير المحتمل أن تنتهي جماهيريًّا أو شعبيًّا. 

وأضاف أن "حماس" ستظل موجودة سياسيًا في القطاع، وستظهر مجددًا في صناديق الاقتراع في المستقبل إذا تم إجراء انتخابات، مؤكداً أن الحركة تحظى بدعم كبير من قطاعات واسعة في الشعب الفلسطيني.

وأشار الرقب، إلى أنه كان من الأفضل أن تتخذ منظمة التحرير الفلسطينية خطوات لتنظيم الوجود في قطاع غزة، بما يشمل خطوة لاحتواء "حماس" بما يخدم مصلحة القضية الفلسطينية وسعيها لإقامة دولة فلسطينية. 

وأكد أن هذه الفرصة لم يتم استغلالها من قبل الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير في مناسبات عدة كانت سانحة لذلك على مدار العقدين الماضيين. 

وحدة السلطة الفلسطينية 

وتحدث عن أن هناك فرصًا متعددة لوضع استراتيجية سياسية تضمن وحدة السلطة الفلسطينية في غزة من خلال تشكيل إطار مؤقت يشمل كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها "حماس"، وقال إن الاحتواء لا يزال ممكنًا من قبل السلطة الفلسطينية، ولكنه تم إضاعته من جديد بسبب التراخي في التعامل مع هذه الفرصة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف الرقب، أنه في ضوء الوضع الحالي، يجب على منظمة التحرير الفلسطينية أن تستفيد من الأزمة المستمرة وتسعى لإجراء حوار جاد بين الفصائل الفلسطينية كافة من أجل تجاوز الانقسام الفلسطيني الداخلي. 

وأكد أنه يجب أن يتم بناء إطار جامع يضم جميع الفصائل الفلسطينية، بحيث يتم وضع آلية لإدارة قطاع غزة بشكل مشترك وموحد. 

وأوضح أن المقترحات التي قدمتها القاهرة بشأن تشكيل لجنة إسناد مجتمعي لتولي إدارة القطاع تعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث اقترحت أن تكون الإدارة على المستويين الإداري والأمني "تكنوقراطية"، بمعنى أن يتم اختيار الأشخاص الأكثر كفاءة في هذه المجالات لإدارة القطاع، دون أي تدخلات سياسية مباشرة.

إنهاء حكم حماس

من جانبه، تميز الباحث في شؤون الشرق الأوسط، بسام رخيني، في تحليل الوضع الفلسطيني في غزة بتوضيح الفرق بين استمرار وجود "حماس" في القطاع وبين استمرارها في الحكم والإدارة. 

وأشار إلى أن "حماس" لا تزال موجودة في غزة على جميع الأصعدة، سواء على المستوى الشعبي أو العسكري أو السياسي، إلا أن استمرارها في حكم القطاع سيكون مرتبطًا إلى حد كبير بمسألة تجدد أو عدم تجدد الحرب في غزة. 

وأضاف أن إنهاء حكم "حماس" في غزة سيكون أمرًا مرهونًا بشكل أساسي بوقف الحرب، وعدم تجددها من جانب إسرائيل، حيث يُمكن أن تستغل إسرائيل أي توقف في الأعمال القتالية كذريعة للضغط على الفلسطينيين والتركيز على خطط لترحيلهم أو تهجيرهم من القطاع. 

وأكد رخيني، أن الحروب المدمرة التي مر بها أهل القطاع أدت إلى مأساة إنسانية هائلة، الأمر الذي يجعل من الصعب على حركة "حماس" استعادة قوتها السياسية والإدارية بشكل كامل دون ضمانات أمنية وسياسية لمستقبل القطاع.

إرم نيوز