على مدار 16 شهراً من الحرب في غزة، تبادل السياسيون والمحللون العديد من المقترحات حول من سيحكم القطاع بعد انتهاء الصراع، لكن لم يظهر بعد خيار واضح في هذا السياق.
ومع استعداد كل من إسرائيل وحماس للمفاوضات لتمديد الهدنة، بدأت تتبلور أربعة نماذج متنافسة لمستقبل غزة، بحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ورغم تراجع قوتها، لا تزال حماس تسيطر على معظم الأراضي في غزة وتحاول تعزيز هذه السيطرة، ووفقًا لشروط وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تسحب إسرائيل تدريجياً قواتها من القطاع، إلا أن أجزاء كبيرة من غزة ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا:
- هل تتخلى حماس عن حكم غزة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار؟
- أول تعليق من حماس على مقترح تشكيل لجنة تكنوقراط لحكم غزة.. ماذا قالت؟
سيناريوهات حكم غزة
وحاليًا، لا يبدو أن هناك وضوحًا بشأن النموذج الذي سيطغى في غزة، حيث سيعتمد الوضع إلى حد كبير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يناقش مستقبل غزة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وتوضح الصحيفة الأمريكية أن هناك أربعة نماذج محتملة لحكم غزة، وهي:
حكم حماس
بعدما أطلقت حماس سراح عدد من الرهائن في الأسابيع الأخيرة، سعت لإظهار أنها لا تزال القوة الفلسطينية الرئيسية في غزة، وبالنسبة لمعظم الإسرائيليين، فإن بقاء حماس في السلطة على المدى الطويل غير مقبول، رغم أن البعض قد يقبل هذا إذا وافقت حماس على الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، لكن بعض الأوساط اليمينية في إسرائيل تفضل استئناف الحرب لإجبار حماس على الرحيل.
حكم إسرائيلي
لتحقيق هذا النموذج، يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى دعم إدارة ترامب، التي أشارت إلى رغبتها في تمديد وقف إطلاق النار لإتمام عملية إطلاق سراح الرهائن، ورغم ذلك، فإن إنهاء الحرب يتطلب انسحاب إسرائيل من غزة، وهو ما يعارضه ائتلاف نتنياهو بشدة، ما قد يدفعه لتمديد الاحتلال أو حتى توسيعه لتفادي انهيار حكومته.
حكم دولي
في الوقت الحالي، يتم التنسيق بين العديد من الأطراف الدولية الفاعلة في غزة مثل مصر وقطر، وهناك من يعتقد أن هذه العملية قد تتسع لتشمل دوراً دولياً أوسع، مع دعم علني ومالي من دول عربية كبرى، مما قد يساهم في استقرار الوضع في غزة.
حكم السلطة الفلسطينية
بدأت السلطة الفلسطينية في ممارسة بعض الأنشطة في أجزاء من غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، مما يلمح إلى احتمال قبول بعض القيادات الإسرائيلية بدور أكبر للسلطة الفلسطينية في القطاع.
وقد سمحت إسرائيل لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية باستئناف العمليات في معبر رفح، مما أثار تكهنات بأن نتنياهو، تحت ضغط من ترامب والزعماء العرب، قد يوافق على دور أكبر للسلطة في غزة، ربما بالتعاون مع قوات حفظ السلام.