تحديات الثقافة الفلسطينية في الصالون الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

 في اطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال٥٦ ، ناقش الصالون الثقافي - أيام عربية؛ أبعاد وتحديات الثقافة والمثقفين الفلسطينيين واللبنانيين ، في الندوة الموسومة ب  " ثقافتنا في فلسطين _ لبنان " ، حيث تحدث المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة الكاتب ناجي الناجي ، والمفكر اللبناني الكبير عباس بيضون .

رحب الإعلامي فتحي محمود بالحضور، موضحا أن هذه الندوة تُعد من الفعاليات المهمة التي يشهدها معرض الكتاب لهذا العام؛ وأشار إلى أن المشهد الثقافي في بلاد الشام له حيثياته وخصوصيته.

ومن جانبه، أكد المستشار الثقافي ناجي الناجي إلى أن المشهد الثقافي الفلسطيني مر بتباينات موضوعية تبعا للمراحل السياسية والنضالية القائمة، فقبل النكبة كان المنتج الثقافي الفلسطيني يعكس طبيعة الحياة في المجتمع الفلسطيني ، مؤكدا أنه في أعقاب النكبة اختلف المفهوم الثقافي لتأريخ تفاصيل النضال والحياة السياسية بفلسطين وبدء صحافة الذود عن الهوية ؛ مشيرا إلى  أن التسلح بالثقافة ركيزة أساسية في مجابهة كل الدعايا المضادة التي يمارسها الإحتلال وأن الفيصل دائما هو الاتكاء على الابداع أولا وليس مضمون القضية فحسب؛ مؤكدا أن كافة محاولات التشكيك بركائز القضية والرواية الأم والسردية الفلسطينية مصيرها الاندثار أمام الحقائق الراسخة التي يوثقها المثقفون  والمبدعون بالحق الفلسطيني ، لافتا إلى ضرورة التفريق ما بين الثقافة كسلوك اجتماعي جمعي ضمن مفاهيم انثروبولوجية وما بين تصنيفات الإبداع المختلفة التي تعد شاهدا ماديا أو لاماديا عن مفردات الثقافة المتجذرة بين الأمم والشعوب .

وأكد الناجي على ضرورة مجابهة الدعايا المضادة ، بتكريس مفهومم التكامل الثقافي كمتطلب أساسي وتكوين جبهة ثقافية حقيقية للاتفاق على رواية موحدة بكل لغات العالم  لمجابهة الهيمنة الفكرية ضد القضية الفلسطينية ؛ ويتم ذلك عبر اعادة التأطير بتكوين جبهة عربية مثقفة قادرة على الوقوف أمام محاولات التشكيك في الرواية والسردية الفلسطينية .

واختتم الناجي حديثه؛ بالتأكيد على أن المثقف الفلسطيني قدم الكثير لتوثيق سرديته بمنتجه الثقافي وكذلك بروحه التي دفع ثمنها مقابل نقل الحقيقية خاصة في ظل تعمد استهداف القطاع الثقافي إبان حرب الإبادة الجماعية والتي أدت إلى استشهاد ٨٨ من شهداء القطاع الثقافي الفلسطيني  ، مؤكدا أنه يتبقى استكمال دور المثقفين الأحرار في تكوين جبهة ثقافية مقاومة للدفاع عن الحقوق العربية لتكون صوت الحقيقة حاضرة بكل المحافل الفكرية.

في ختام الندوة، أكد عباس بيضون أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا محور اهتمام المثقفين العرب، وأن دعم مصر ولبنان لها لم يقتصر على السياسة، بل امتد إلى الثقافة والأدب والفن. ودعا إلى استمرار هذا الدعم لمواجهة محاولات تزوير التاريخ الفلسطيني، مشددًا على أن الثقافة أداة أساسية للحفاظ على الهوية الفلسطينية والعربية.

IMG-20250204-WA0392.jpg
 

البوابة 24