في قلب الدمار، وسط ركام الأحلام التي بعثرتها الحرب، تبرز قصة أماني مهدي كنموذج لصمود لا يعرف الانكسار. معلمة فلسطينية حلمت بإنشاء مركز تعليمي يحمل اسمها ليكون منارة للعلم في مجتمعها، لكن الاحتلال دمّر حلمها قبل أن يبصر النور، وهدم منزلها الذي لم تسكنه سوى يوم واحد. ورغم فقدانها لكل شيء، لم تستسلم أماني، بل حملت رسالتها التعليمية إلى خيمة في منطقة النزوح بدير البلح، حيث تواصل تعليم الأطفال وسط الظروف القاسية، متشبثة بالأمل ومؤمنة بأن الطريق إلى المستقبل لا ينتهي أمام التحديات، بل يبدأ من الإصرار والعزيمة.
في تلك الخيمة البسيطة، لا توجد سبورة حديثة ولا مقاعد مريحة، فقط أماني وصوتها الذي يضيء عيون الأطفال الحالمين بغد أفضل. بين الدفاتر الممزقة والكتب القليلة التي نجت من تحت الأنقاض، واصلت إعطاء الدروس لمجموعة من الطلاب، محاولة تعويضهم عن الانقطاع القسري عن التعليم، حتى تمكنت أخيرًا من العودة إلى مسقط رأسها، حيث تأمل في إعادة بناء حلمها من جديد، رغم كل الصعوبات التي تواجهها.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تواجه فيها أماني التحديات، لكنها تدرك أن رسالتها أكبر من الدمار، وأقوى من الخوف. ورغم قلة الإمكانيات، لا تزال تحلم بإعادة بناء مركزها من جديد، ليكون شاهدًا على أن العلم يمكن أن ينهض من تحت الركام، تمامًا كما ينهض الإنسان من وسط الألم.
القصة أعدتها الزميلة الصحفية عفاف مهدي.
هذه القصة المصورة هي أحدى إنتاجات برنامج
(SIRI gaza) التكليف الصحفي التابع للمنظمة العالمية للنشر وصانعي الأخبار WAN IFRA /WIN ، بالشراكة مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ودعم الاتحاد الدولي للصحفيين ، والذي تشارك به ٣٠ صحفية مستقلة من غزة.