أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قطاع غزة تجاهلت الواقع الحالي للحرب، ولم تتضمن أي مقترحات لتعزيز محادثات وقف إطلاق النار.
وأشارت "الصحيفة"، في تقرير لها، إلى أن خطة ترامب، رغم اعتبارها بعيدة المنال ورفضها القاطع من قبل العالم العربي، تسببت في تحويل الأنظار عن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن تنتهي مرحلته الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، في أوائل مارس المقبل، مؤكدة أن أي تهجير قسري للسكان يعتبرانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
انحياز ترامب لمخططات إسرائيل بشأن غزة
وفيما كان ترامب يعلن عن خططه المتعلقة بغزة، لم يمارس أي ضغط علني يذكر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه إلى الاستمرار في المحادثات التي تجري بوساطة قطرية ومصرية، بهدف تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى هدنة دائمة.
وأوضحت "الصحيفة"، أن "خطة ترامب، التي تدعو إلى سيطرة أمريكية على غزة، منحت إسرائيل حرية واسعة في التعامل مع القطاع كما تشاء بعد ذلك".
وفي ظل هذه التطورات، أصبح مستقبل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع، غير واضح تمامًا.
اقرأ أيضًا:
- ما مصير السلطة الفلسطينية حال تنفيذ "مقترح ترامب" بضم الضفة؟
- ضجة في إسرائيل.. كاتس يوبخ "رسميًا" مسؤولاً والسبب خطة ترامب| ما القصة؟
نتنياهو يغادر واشنطن بدعم أمريكي لخطة التهجير
وفي سياق متصل، لفتت "الصحيفة"، إلى أن نتنياهو غادر واشنطن بعدما حصل على تأييد ترامب لمطالب اليمين المتطرف في حكومته، والتي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين بشكل جماعي من غزة.
وأردفت "الصحيفة"، أن مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس بات موضع تساؤل، في وقت تدرس فيه الحركة خياراتها المقبلة، وسط قلق متزايد بين الفلسطينيين من احتمال استئناف العمليات العسكرية مجددًا.
ردود الفعل على خطة ترامب
وبينت "الصحيفة"، أن الإسرائيليين الذين احتشدوا سابقًا لشكر ترامب على الضغوط التي مارسها لإنجاز الصفقة، وجدوا أنفسهم أمام "فكرة خيالية" تدعو إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني من القطاع المدمر، لإفساح المجال أمام ما وصفته الإدارة الأمريكية بـ"ريفييرا الشرق الأوسط المتلألئة المملوكة للولايات المتحدة".
كما نوهت "الصحيفة"، بأن تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق تم تركها عمدًا دون تحديد واضح، في ظل تمسك كل من حماس وإسرائيل بمطالب متناقضة يصعب التوفيق بينها.
وذكرت "الصحيفة"، أن ترامب بدا أقل التزامًا من ذي قبل فيما يتعلق بمصير الرهائن وإنهاء الحرب، حيث صرح بأن "من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد أم لا".
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، بأن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار تتضمن الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم السبت، وهو اليوم الحادي والعشرون منذ بدء تنفيذ الاتفاق، أي في منتصف المرحلة الأولى، فيما لا يزال 79 رهينة في قبضة حماس.
قلق إسرائيلي من تداعيات تصريحات ترامب
وأوضحت "الصحيفة العبرية"، أن هناك مخاوف لدى المسؤولين الإسرائيليين من أن تؤثر التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مجريات الاتفاق، حيث قد تستغلها حماس كذريعة لتأخير أو تعطيل عملية الإفراج عن الرهائن.
ونقلت "الصحيفة العبرية" عن مسؤول إسرائيلي، لم تكشف عن اسمه، قوله: "أعتقد أن المرحلة الأولى ستمتص الضجيج الدائر حاليًا".
نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الأولى
والجدير بالإشارة أنه في ظل المساعي الإسرائيلية والأمريكية المكثفة لتحرير كافة الرهائن، يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا كبيرة لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، بهدف إجراء جولات إضافية من عمليات تبادل الأسرى، يتم خلالها إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.
مخاوف إسرائيلية
واستطردت "الصحيفة العبرية"، بأن هناك مخاوف إسرائيلية من احتمال عدم تنفيذ أكثر من جولة إضافية واحدة من عمليات الإفراج بعد الموعد النهائي الأصلي، الذي يصادف اليوم الثاني والأربعين من الاتفاق، وذلك في حال تمت الموافقة على تمديد المرحلة الأولى.
وتابعت "الصحيفة"، أن الموقف الفلسطيني قد يصبح أكثر تعقيدًا، حيث لا يوجد لدى الجانب الفلسطيني ما يخسره، خاصة بعد إصرار ترامب على أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة "بعد انتهاء القتال"، وفق ما نشره على منصة "تروث سوشيال" يوم الخميس، وهو ما يلمح إلى احتمالية استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، يثار تساؤل جوهري حول الدافع الذي قد يدفع حماس للاستمرار في صفقة يسعى الطرف الآخر إلى تعديل شروطها، لاسيما بعدما بات جليًا أن هذه الصفقة لن توقف الحرب، ولن تضمن للفلسطينيين وطناً يستقرون فيه، ومع تصاعد الترقب، يبقى المشهد مفتوحًا على عدة سيناريوهات قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.