تشهد الساحة السياسية تحركات دبلوماسية مكثفة لإيجاد حل للأزمة في قطاع غزة، وسط تصاعد التصريحات الأميركية بشأن تهجير سكان القطاع، فبعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نقل الفلسطينيين من غزة، عاد البيت الأبيض ليؤكد الأربعاء على تمسكه بهذا الموقف، رغم الرفض الأردني الصريح للخطة خلال محادثات جرت مع الملك عبد الله الثاني يوم الجمعة الماضي.
اقرأ أيضًا:
- مصر تقود جهود إعادة إعمار غزة: قمة خماسية وتصور متكامل دون تهجير
- بيان جديد من الخارجية المصرية بشأن إعادة إعمار غزة.. ماذا عن خطة التهجير؟
التحرك المصري وخطة إعادة إعمار غزة
في ظل هذه التطورات، برز الدور المصري من خلال الكشف عن خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، ووفقًا لمصادر خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث"، تعتمد الخطة المصرية على مرحلتين رئيسيتين:
- المرحلة الأولى (الأشهر الستة الأولى): يتم خلالها إزالة الركام من بعض مناطق غزة، وإنشاء مناطق آمنة لنقل السكان إليها، إلى جانب نشر مستشفيات ومدارس متنقلة لتقديم الخدمات الأساسية.
- المرحلة الثانية (خلال 18 شهرًا): تتضمن بناء مساكن آمنة ووحدات سكنية دائمة لسكان القطاع.
وتسعى مصر لجلب 24 شركة عالمية و18 مكتبًا استشاريًا لتنفيذ هذه المشاريع، بدعم عربي وأوروبي، كما تجري حاليًا مشاورات بين مصر والدول العربية للتحضير لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بمشاركة أوروبية واسعة.
ترامب يصر على خطته
أكد البيت الأبيض الأربعاء أن ترامب يرى أن نقل سكان غزة إلى أماكن أخرى سيكون "أفضل وأكثر احترامًا لهم"، رغم رفض العاهل الأردني لهذه الفكرة خلال لقائهما، وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الملك عبد الله الثاني يفضل بقاء الفلسطينيين في أرضهم، لكن الرئيس الأميركي يرى أن نقلهم إلى مناطق أكثر أمانًا قد يكون الخيار الأنسب.
وفي ظل تصاعد التوتر، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي يوم الأربعاء، على وحدة موقف البلدين تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، أن الزعيمين اتفقا على:
- ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
- مواصلة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
- تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة سكان القطاع.
- رفض أي خطط لتهجير الفلسطينيين، والتأكيد على بدء إعادة إعمار غزة فورًا.
- وقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
كما شدد الزعيمان على أهمية العمل مع ترامب لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الأمم المتحدة.
تحركات عربية وقمة طارئة في مصر
بالتوازي مع هذه الجهود، يجري تنسيق عربي مكثف استعدادًا للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها في مصر يوم 27 فبراير الجاري، وتهدف القمة إلى تعزيز وحدة الصف العربي، واتخاذ موقف واضح بشأن الأزمة الفلسطينية، بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو السلام والاستقرار.
وفي سياق متصل، دعت حركة "حماس"، يوم الأربعاء، إلى تنظيم "تظاهرات تضامنية" في مختلف دول العالم، اعتبارًا من الجمعة وحتى الأحد، احتجاجًا على خطط التهجير التي طرحها ترامب، وتأتي هذه الدعوة في ظل تنامي القلق الدولي من التداعيات المحتملة لأي محاولات لتغيير الواقع الديمغرافي في غزة.