أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، بتعليق حول المبادرة المصرية التي تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وردًا على سؤال حول موقفه من المقترح المصري، أوضح ترامب أنه لم يطلع عليه بعد لكنه سيعلق عليه فور الاطلاع عليه، وفق ما نقلته "إذاعة صوت أمريكا".
جاءت هذه التصريحات خلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، حيث تناول عدة قضايا محلية ودولية.
اقرأ أيضًا:
- مخطط سري.. كيف تسعى إسرائيل لتنفيذ خطة ترامب لتهجير سكان غزة؟ (التفاصيل الكاملة)
- تحركات مكثفة.. كيف تخطط مصر لضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم ومنع التهجير؟
تهجير الفلسطينيين
في وقت سابق، كان ترامب قد صرح بأنه يرغب في تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى كل من الأردن ومصر، مقترحًا أن تستحوذ الولايات المتحدة على المنطقة وتحولها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كان يقصد ذلك بجدية أم أنه يستخدمه كوسيلة ضغط للحصول على تنازلات من الدول العربية، وأثارت هذه التصريحات استنكارًا واسعًا على الصعيدين العربي والدولي، حيث شددت الدول العربية على أن الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا عبر حل الدولتين.
من جانبه، رأى الباحث السياسي أحمد أبو دوح، الزميل المشارك في "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية"، أن مقترح ترامب – سواء كان جادًا أم مجرد تكتيك تفاوضي – قد أحدث بالفعل تغييرات في معادلات الشرق الأوسط.
قمة عربية
وفي مواجهة هذا الطرح، تعمل مصر على بلورة خطة لإعادة إعمار غزة دون إجبار سكانها على المغادرة، ردًا على اقتراح ترامب بإخلاء القطاع ووضعه تحت السيطرة الأمريكية.
ومن المقرر أن يعقد مبعوثو مصر، الأردن، السعودية، قطر، والإمارات اجتماعًا في الرياض غدًا الجمعة لمناقشة سبل التعامل مع هذه التطورات، بما في ذلك المقترح المصري، الذي يهدف إلى جمع 20 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات من الدول العربية لإعادة إعمار غزة، مع ضمان بقاء سكان القطاع وعدم تهجيرهم، مع بقاء الحكم بيد الفلسطينيين.
في السياق ذاته، تستضيف السعودية غدًا قمة عربية مصغرة تجمع عددًا من القادة العرب، لبحث خطة بديلة لمواجهة مخطط ترامب الهادف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.
تفاصيل المقترح المصري
أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأن الخطة تتضمن إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة، حيث يمكن للفلسطينيين العيش مؤقتًا أثناء تنفيذ عمليات إعادة الإعمار، التي ستتولاها شركات مصرية ودولية لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع.
كما ينص المقترح على إنشاء إدارة فلسطينية مستقلة عن حماس والسلطة الفلسطينية، تكون مسؤولة عن إدارة شؤون القطاع والإشراف على جهود إعادة الإعمار، وفقًا لمسؤولين مصريين مشاركين في صياغة الخطة.
وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن الإطار العام لهذه الخطة قيد الإعداد، بمشاركة عدد من الجامعات المصرية والمكاتب الاستشارية.
وأشار إلى الإمكانيات الفنية والهندسية التي تمتلكها مصر في مجال إعادة الإعمار، مستعرضًا خبرتها الكبيرة في تنفيذ مشاريع إعادة البناء والتطوير.