نيويورك تايمز تكشف نية إسرائيل لاستئناف القتال في غزة.. وهذا هدفها الأول 

استئناف القتال في غزة
استئناف القتال في غزة

كشفت ثلاثة مصادر دفاعية إسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل استعداداته لشن حملة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، وذلك قبل نحو أسبوع من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأكدت المصادر أن الخطة العسكرية تتضمن استهداف قادة حركة "حماس"، إلى جانب تدمير البنية التحتية والمقرات الحكومية التابعة للحركة في القطاع.

ورغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تصادق رسميًا على الخطة بعد، فإن مسؤولين أشارا إلى أن الوحيد القادر على ثني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن استئناف العمليات العسكرية هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حال تدخل بشكل مباشر.

اقرأ أيضًا:

قلق مستمر

وأعربت الصحيفة عن قلق متزايد بشأن ما قد يحدث بعد 8 مارس، إذ ينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير على انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بين غزة ومصر بحلول ذلك التاريخ. 

لكن نتنياهو كان قد أعلن في تصريحات سابقة أن إسرائيل لن تنسحب أبدًا من المنطقة المعروفة باسم "محور فيلادلفيا"، ما يثير مخاوف من خرق محتمل لشروط الاتفاق، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد.

وأوضح مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن عدم انسحاب القوات الإسرائيلية قد يدفع "حماس" إلى استئناف إطلاق الصواريخ، ما يمنح إسرائيل مبررًا لشن هجمات واسعة في القطاع، وفي الوقت الذي تقترب فيه الهدنة من نهايتها في 1 مارس لم تبدأ بعد المحادثات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

شرط حماس لاستئناف المفاوضات 

من جانبه، أكد باسم نعيم، القيادي في حركة "حماس"، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن الحركة لن تشارك في أي محادثات بشأن الخطوات المستقبلية للاتفاق ما لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وفق ما تم الاتفاق عليه. 

وشدد نعيم على أن "حماس" لن تتفاوض عبر الوسطاء قبل إطلاق سراح الأسرى المتفق عليهم مقابل الإفراج عن ستة محتجزين إسرائيليين أطلقتهم الحركة يوم السبت الماضي.

وفي المقابل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها أرجأت الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم يوم السبت، مشترطة تنفيذ مطالبها قبل استكمال العملية. 

ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة يوم الأربعاء لمحاولة كسر الجمود والتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "CNN" الأميركية إنه يعتقد أن نتنياهو يسعى بالفعل لإطلاق سراح جميع الرهائن، لكنه في الوقت نفسه مصمم على منع "حماس" من المشاركة مجددًا في حكم غزة، معتبرًا أن ذلك يمثل خطًا أحمر بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، وأكد ويتكوف أنه سيزور المنطقة في محاولة لدفع الأطراف للالتزام بالاتفاق ومواصلة التهدئة.

هدنة دائمة 

وكان من المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة دائمة خلال المرحلة الأولى التي امتدت لستة أسابيع، بحيث تبدأ المرحلة الثانية في 2 مارس وتركز على قضايا رئيسية، منها إطلاق بقية المحتجزين الإسرائيليين ووضع ترتيبات حكم القطاع مستقبلاً. 

وعلى الرغم من تنفيذ عمليات تبادل الأسرى وفق التفاهمات، إلا أن إسرائيل علقت يوم السبت الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني، مما أدى إلى تصعيد حدة التوتر.

وفي بيان رسمي، أكدت حركة "حماس" استعدادها الكامل للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع استعدادها لتنفيذ عملية تبادل شاملة تؤدي إلى وقف دائم للقتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع، وشددت الحركة على أن أي محاولة إسرائيلية للتهرب من تنفيذ الالتزامات ستفشل جهود التهدئة.

وقالت حماس في بيانها: "نؤكد جهوزيتنا للانتقال إلى المرحلة التالية، واستعدادنا لإتمام عملية تبادل شاملة تحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملًا للاحتلال، ونحذر من أي محاولة للتنصل من الاتفاق، ونشدد على أن السبيل الوحيد لعودة الأسرى الإسرائيليين هو الالتزام الكامل ببنود الصفقة".

وكالات