مع اقتراب نهاية فصل الشتاء يعاني الكثير من الأشخاص من الشعور بفقدان الحافز والاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة، ويعود ذلك إلى قلة التعرض لأشعة الشمس خلال الأشهر الباردة، مما يؤدي إلى الإصابة بحالة من اللامبالاة والتراجع النفسي.
ما هي اللامبالاة؟
تعتبر اللامبالاة حالة من انعدام الاستجابة العاطفية وغياب الدافع، حيث يفقد الشخص اهتمامه بالبيئة المحيطة به ولا يتفاعل مع الأحداث أو المواقف التي يمر بها، وغالبًا ما يعاني الأفراد المصابون بهذه الحالة من خمول عاطفي يجعلهم أقل حساسية تجاه المؤثرات الخارجية، مما يؤدي إلى تضييق اهتماماتهم وصعوبة الاستمتاع بالحياة.
كما تعتبر اللامبالاة من الأعراض المحتملة للاكتئاب أو الإنهاك العاطفي، كما قد تكون آلية يتبناها العقل للتكيف مع الضغوط النفسية والتوترات المتراكمة.
أعرض اللامبالاة وكيف تبدأ؟
وفي هذا الإطار، أفاد الدكتور رشيد حميدولين، المعالج النفسي، بإن متلازمة اللامبالاة تتجلى في الشعور بانعدام المشاعر وعدم المبالاة بما كان يمنح الشخص السعادة أو الحماس سابقًا، وتظهر هذه الحالة بأشكال مختلفة، بداية من صعوبة أداء المهام اليومية البسيطة وصولًا إلى فقدان الاهتمام بالحياة تمامًا، مما يؤدي إلى الشعور بالفراغ وانعدام الدافع.
وتابع "حميدولين"، إن اللامبالاة تبدأ عادة بأعراض طفيفة مثل:
-
تراجع النشاط
-
صعوبة اتخاذ القرارات
-
انخفاض الرغبة في التواصل الاجتماعي.
وأشار "الخبير"، إلى أنه مع مرور الوقت، قد يشعر المصاب وكأن كل شيء فقد معناه، حتى أبسط المهام كاختيار الملابس أو التسوق قد تصبح تحديًا كبيرًا، وفي حال إهمال هذه الأعراض، قد تتفاقم الحالة لتصل إلى العزلة التامة وحتى الإهمال الذاتي.
اقرأ أيضًا:
- نصائح ذهبية لتجنب اضطرابات النوم في رمضان 2025.. 8 خطوات سهلة هتساعدك
- الأسباب والأعراض.. كل ما تريد معرفته عن اضطراب الشخصية الحدية عند النساء
- عرض مفاجئ لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يظهر في الشَعر.. فما هو؟
أسباب اللامبالاة
والجدير بالإشارة أن أسباب اللامبالاة، غالبًا ما تكون ناتجة عن ضغوط نفسية مستمرة مثل وضع معايير عالية جدًا للذات أو فقدان الشعور بالهدف، ومع ذلك، فإن هذه الحالة لا تقتصر على الإرهاق أو الضغوط اليومية، بل قد تكون مؤشرًا على اضطرابات نفسية أكثر تعقيدًا مثل الاكتئاب أو الفصام.
كيف تتغلب على اللامبالاة ؟
من أجل التغلب على حالة اللامبالاة، يوصي "الخبير"، باتباع خطوات بسيطة لاستعادة النشاط العاطفي والنفسي، مثل:
-
تخصيص بضع دقائق يوميًا للقيام بأنشطة كانت تبعث السعادة سابقًا، مثل المشي في الهواء الطلق أو الاستماع إلى الموسيقى أو القراءة.
-
التركيز على العناية الذاتية، من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعام صحي، وتقليل التعرض للإجهاد.
-
تجنب العزلة الاجتماعية والتواصل مع الأصدقاء والعائلة بانتظام، لأن الدعم العاطفي يساعد في تحسين الحالة النفسية.
كما أكد "الخبير"، على أنه لا داعي للتردد في استشارة طبيب نفسي أو مختص إذا تفاقمت حالة اللامبالاة أو استمرت لفترة طويلة، حيث يمكن من خلال العلاج المناسب والدعم النفسي استعادة الحافز وتحسين الصحة العامة.