خلال الربع الأول من عام 2025، تزين الكواكب والنجوم اللامعة سماء الليل، ويتصدر القمر المشهد كدليل مميز يمكن من خلاله تتبع مساراتها، إذ يتنقل في السماء يومًا بعد يوم عبر كل شهر هجري.
أحداث فلكية ممتعة في رمضان 2025
ومع بداية الثاني من رمضان 1446 هـ، يظهر هلال الشهر الكريم متألقًا فوق اثنين من أكثر الأجرام لمعانًا في الأفق الغربي، حيث يعلوه كوكب الزهرة بضيائه الأبيض الساطع، بينما يسطع تحته كوكب عطارد بلونه الأبيض المائل إلى الأصفر.
عادةً ما يكون رصد كوكب عطارد أمرًا نادرًا نظرًا لقربه الشديد من الشمس، لكنه في هذه الأيام يصل إلى أقصى استطالة له، مما يجعله في أفضل وضعية للرؤية، أما كوكب الزهرة، فسيكون هذا الشهر آخر ظهور له في المساء، حيث ينخفض تدريجيًا حتى يختفي تمامًا مع نهاية شهر رمضان، ليعود للظهور فجرًا زينًا للأفق الشرقي.
رحلة ضوء عبر الزمن بين الكواكب
تظهر الكواكب في سماء الليل بلمعان يشبه النجوم، لكنها في الواقع ليست مصدرًا للضوء، بل تعكس أشعة الشمس مثل القمر، ولأنها بعيدة عن الأرض، فإنها تبدو كنقاط ضوئية ثابتة، لكن القدماء استطاعوا تمييزها بفضل تحركاتها بين النجوم على مدار الأشهر.
وفي 26 من رمضان 2025، يمر القمر بالقرب من جرمَين لامعين في السماء؛ كوكب المشتري، الذي يتلألأ بلون أبيض واضح لكنه أقل إشراقًا من الزهرة، ونجم الدبران، العملاق الأحمر الذي يروي حجمه الهائل قصة مذهلة، فلو قورن بكرة قدم، لكانت الشمس بحجم حبة بازلاء فقط، والمثير أن هذا النجم لم يكن دائمًا بهذا الحجم، بل كان بحجم الشمس تقريبًا قبل أن يتضخم في نهاية حياته.
وبالقرب من نجم الدبران، يمكن رؤية عنقود الثريا النجمي، وهو مجموعة من النجوم الخافتة التي تشكل ما يشبه إبريق القهوة أو خطاف الصنارة الصغير، أطلق العرب عليها اسم "الثريا"، وتخيلوا أنها فتاة جميلة طمحت للزواج من رجل ثري، لكن الدبران، الفقير الذي لم يمتلك سوى بعض الشياه، لم يستطع إقناعها.
لقاءات سماوية فريدة
وفي 8 من رمضان، يقف القمر بجوار كوكب المريخ، الذي يتلألأ بلونه الأحمر المميز. كان القدماء يربطون هذا الكوكب بالحرب والدماء، لكننا نعلم اليوم أن احمراره ليس سوى نتيجة لتأكسد الحديد على سطحه، مما أكسبه هذا اللون الصدئ الفريد.
أما في 12 رمضان 2025، فيتجاور القمر مع نجم قلب الأسد، ألمع نجوم كوكبة الأسد، والذي يبعد عن الأرض نحو 77 سنة ضوئية، هذا النجم شاب نسبيًا، إذ لا يتجاوز عمره بضع مئات الملايين من السنين، لكنه يحظى بمكانة مميزة على دائرة البروج، ما يجعله رفيقًا للقمر في العديد من المناسبات الفلكية.
وفي مساء 16 رمضان 2025، يخرج القمر قبل منتصف الليل ليقف بجوار نجم السماك الأعزل، وهو نجم يبعد 272 سنة ضوئية، لكنه يسطع بلمعان يفوق الشمس بألفي مرة، بفضل كونه عملاقًا أزرق يحرق وقوده بسرعة كبيرة، مما يجعله قصير العمر نسبيًا.
نهاية الشهر القمري
مع بزوغ فجر 21 رمضان 2025، يقف القمر بجوار نجم قلب العقرب، العملاق الأحمر الفائق الذي يشارف على نهاية حياته، وقد ينفجر في أي وقت مستقبلي ليشكل مستعرًا عظيمًا مذهلًا.
وأخيرًا، في 29 رمضان 2025، يختفي القمر تمامًا من السماء، إذ يشرق بالقرب من الشمس، ليصل إلى لحظة الاقتران في تمام الساعة 10:58 صباحًا بالتوقيت العالمي، معلنًا بذلك نهاية الشهر الهجري واستعداد السماء لاستقبال هلال شهر جديد.