مغامرة خطيرة.. مسؤول إسرائيلي سابق يحذر من العودة للحرب على غزة وينصح بهذه الخطة

إيهود براك
إيهود براك

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود براك، ضرورة التمسك بالخيار الدبلوماسي كطريق رئيسي لتحرير الرهائن وإيجاد بديل سياسي لحركة حماس في غزة، بدلاً من الانجرار إلى مواجهة عسكرية طويلة الأمد قد تتسبب في خسائر فادحة على عدة جبهات.

وفي مقال نشره عبر القناة 12 العبرية، أوضح براك أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرًا لم تحقق الهدف الأساسي حتى الآن، وهو تحرير المخطوفين، وأشار إلى أن العشرات منهم ما زالوا مقيدين بالسلاسل في الأنفاق، محذرًا من تكرار سيناريو رون أراد، الطيار الإسرائيلي الذي فقد أثره بعد أسره في جنوب لبنان عام 1986.

نتنياهو والمصالح السياسية

اتهم براك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخرق الاتفاق مع حماس ليس لأسباب أمنية حقيقية، بل بسبب ضغوط سياسية داخلية من وزراء متطرفين مثل غولدكنوب وسموتريتش، الذين يهددون استقرار الحكومة. 

اقرأ أيضًا:

وأضاف أن نتنياهو يعتزم تجميد المفاوضات مؤقتًا، ثم العودة إلى عمليات قتالية مكثفة في غزة بهدف "تفكيك حكم حماس"، وكأن هذا الهدف لم يكن مطروحًا منذ بداية الحرب.

وحذر براك من أن استئناف القتال دون استراتيجية بديلة سيشكل حكمًا بالإعدام على معظم المخطوفين الأحياء، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواجه معضلة حقيقية بين خيارين متضادين: إما إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، أو مواصلة القتال لتفكيك سلطة حماس بالقوة العسكرية.

كيان شرعي بإشراف عربي ودولي

وطرح براك رؤية بديلة لتفكيك حكم حماس بالكامل، عبر استجلاب كيان شرعي بديل يحكم غزة، وأكد أن هذا الحل معروف منذ بداية الحرب، لكن نتنياهو أفشل كل محاولة لمناقشته خشية انهيار حكومته.

وفقًا لبراك، اقترحت مصر والسعودية خطة تشمل تشكيل لجنة توجيهية لإدارة غزة، تضم دول اتفاقيات السلام واتفاقيات أبراهام، بتفويض من الجامعة العربية ودعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وسوف تتولى هذه اللجنة الإشراف على سلطة تكنوقراط فلسطينية تتولى إدارة الشؤون المدنية، بينما تتكفل مصر بتدريب قوات أمن فلسطينية بدعم مالي من السعودية والإمارات، لتنتشر تدريجيًا في القطاع.

وأكد براك أن الخطة تشمل إقصاء أي شخص شارك في الذراع العسكرية لـحماس أو هجمات 7 أكتوبر من العمل في المجال المدني، مع ضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا بعد نجاح تنفيذ الخطة.

مصر والسعودية

وأوضح براك أن حماس تستطيع مهاجمة إسرائيل، لكنها لا تملك الجرأة لفتح النار على مصر التي تتحكم في المعبر الوحيد للحياة في غزة، ولا على السعودية والإمارات اللتين ستمولان إعادة الإعمار، واعتبر أن هذا التوازن سيمنع حماس من تقويض النظام الجديد.

كما أشار إلى أن نجاح الخطة قد يسرع إطلاق سراح المخطوفين حتى قبل تنفيذها بالكامل، خاصة أنها تتماشى مع تطلعات ترامب لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع السعودية، وهو ما يهد أولوية قصوى للإدارة الأميركية.

وانتقد براك رغبة نتنياهو في خوض جولات قتالية جديدة لتحقيق "النصر المطلق"، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مناطق مثل جباليا ودير البلح عدة مرات، دون تحقيق نتائج حاسمة. 

وحذر من أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتزايد الاتهامات الدولية ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، بل وربما انهيار اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.

مفاوضات أفضل

وأكد براك أن التفاوض هو الطريق الأقل تكلفة والأكثر جدوى، خاصة وأن نتنياهو الذي فشل في حماية الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر، وأفشل صفقات التبادل السابقة، لم يعد يمتلك الشرعية الأخلاقية ولا القانونية للتضحية بحياة المخطوفين من أجل بقائه السياسي.

واختتم مقاله بتذكير الإسرائيليين بعبارة قالها نتنياهو نفسه في الماضي: "حياة الأمة ليست أداة لبقاء رئيس الحكومة"، مشددًا على أن بقاء نتنياهو أصبح هو الأولوية الوحيدة له، وأنه فقد قدرته على قيادة الدولة بشكل مسؤول، ما يهدد أمن إسرائيل ومستقبلها.

وكالة القدس للأنباء