كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل حاولت عدة مرات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، خلال الأعوام القليلة الماضية، إلا أن هذه المحاولات لم تُنفَّذ لأسباب مختلفة.
ووفقًا للصحيفة، فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) طرح قضية اغتيال السنوار مرارًا، خاصة خلال فترتي رئاسة نداف أرغمان ورونين بار للجهاز.
وأوضحت أن أرغمان جعل اغتيال السنوار أولوية بعد عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس" في مايو 2021، حيث رأى أن حماس خرجت منتصرة من المواجهة، خلافًا لرأي الجيش الإسرائيلي الذي اعتبر أن الحركة لم تكن تسعى إلى تصعيد عسكري.
وحذر أرغمان حينها من تصاعد نفوذ السنوار داخل حماس وخارجها، مؤكدًا ضرورة تصفيته فورًا، لا سيما بعد ظهوره في صورة متحديًا بين أنقاض مكتبه في غزة، إلا أن توصيته قوبلت بالرفض.
أما خليفته، رونين بار، فقد تبنّى نهجًا مشابهًا، حيث اقترح بعد ستة أشهر من توليه المنصب في أكتوبر 2021 تنفيذ عملية اغتيال للسنوار، وذلك بعد هجوم وقع في منطقة "إلعاد"، قُتل خلاله ثلاثة إسرائيليين على يد فلسطينيين استخدموا الفؤوس، عقب دعوة السنوار الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي الـ48 إلى تنفيذ عمليات مشابهة.
وبحسب التقرير، فإن المقترح طُرح مجددًا على القيادات الأمنية والسياسية، وحظي بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت، إلى جانب رئيس الشاباك ورئيس الموساد ديدي برنياع، إلا أنه واجه معارضة من رئيس الأركان أفيف كوخافي ووزير الجيش بيني غانتس، خشية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة قد تتحول إلى حرب دينية.
ورغم أن بينيت وافق لاحقًا على تنفيذ العملية، فإن تسرب معلومات عنها للإعلام دفع السنوار إلى الاختفاء، مما أدى إلى تأجيلها.
وبعد عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، قدّم بار اقتراحًا جديدًا لتصفية السنوار، إلا أن نتنياهو رفض ذلك، مفضلًا اتباع سياسة أمنية حذرة لتجنب تصعيد غير محسوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو انتهج النهج ذاته في التعامل مع حزب الله، حيث رفض مقترحات لرد عسكري واسع بعد تفجير عناصر من الحزب عبوة ناسفة عند تقاطع مجدو في مارس 2023.
وخلص التقرير إلى أن إسرائيل شهدت في السنوات الأخيرة إخفاقات أمنية وسياسية متكررة، انعكست بوضوح في قدرة حماس على تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، حيث ذكرت الصحيفة أن بعض قيادات حماس في الخارج كانوا على دراية جزئية بالتخطيط للهجوم، مما كشف أيضًا عن فشل استخباراتي لكل من الشاباك والموساد، اللذين لم يتمكنا من رصد أي معلومات مسبقة عنه.