حكم عدم ارتداء الحجاب في نهار رمضان.. هل يبطل الصوم؟

ارتداء الحجاب
ارتداء الحجاب

تتكرر العديد من الأسئلة المتعلقة بأحكام الصيام وسلوكه في شهر رمضان المبارك، ومن بين هذه التساؤلات التي تطرحها الكثير من النساء: هل عدم ارتداء يبطل الصيام؟. 

في هذا السياق، أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن هذه المسألة بتفصيل واضح، خلال ظهوره في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، حيث أوضح أن عدم ارتداء الحجاب هو من الذنوب والمعاصي التي يجب على المسلم تجنبها، لكنه لا يفسد الصيام من الناحية الفقهية، أي أن الصيام يظل صحيحًا طالما التزمت المرأة بشروط الصيام الأساسية من الامتناع عن المفطرات.

اقرأ أيضًا:

ينقص من ثواب الصيام 

ومع ذلك، أكد عثمان أن عدم ارتداء الحجاب ينقص من ثواب الصيام، لأن شهر رمضان هو شهر الطاعة والتقوى، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة: 183]، أي أن الصيام غايته تحقيق التقوى، والتقوى تعني البعد عن كل ما يغضب الله، سواء كان ذلك في الجوارح أو المظهر أو حتى النوايا.

فرصة للالتزام والتقرب إلى الله

شدد الشيخ عويضة عثمان على أن شهر رمضان يعد فرصة عظيمة للالتزام بالطاعات والبعد عن المعاصي، فهو شهر الرحمة والمغفرة، حيث تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، مما يساعد المسلم على السيطرة على رغبات النفس، وتصحيح المسار الروحي والأخلاقي. 

وأوضح أن المرأة المسلمة مدعوة في هذا الشهر الكريم للتمسك بصفات الاحتشام والحياء، لأنهما من القيم الإسلامية التي تقرب العبد من الله، وتُطهر القلب من الذنوب.

وأكد أن الحجاب، الذي هو رمز الستر والعفة، يعد من أعظم الطاعات التي يستحب الحفاظ عليها، خاصة في رمضان، حيث تزداد النفحات الإيمانية، وتتضاعف الحسنات، مشيرًا إلى أن التزام المرأة بالحجاب يعكس صدق التوبة، ورغبتها في الاقتراب من الله، مشيرًا إلى أن رمضان هو شهر ترويض النفس، والفرصة المثالية لتبني العادات الطيبة، مثل قراءة القرآن، قيام الليل، والصدقة، إلى جانب الحرص على مظهر يعكس الحياء الإسلامي.

مدرسة تربوية لتعزيز الإرادة وتقوية الإيمان

بين أمين الفتوى أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب للنفس على مجاهدة الشهوات، والسمو بالأخلاق، فيكون الصائم في حالة روحانية عالية تساعده على كبح رغبات النفس، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يقلل من أجر الصيام، مثل الغضب، والكلام الجارح، وإيذاء الآخرين، وكذلك التبرج الذي يُعتبر مخالفة للأمر الإلهي بستر الجسد.

وأشار إلى أن الصيام يعزز الإرادة، ويعلم الصائم الالتزام، لذا يمكن للمرأة أن تستغل هذا الشهر في التدرب على الحجاب، والاحتشام، وأن تنظر إليه كخطوة نحو التغيير الإيجابي في حياتها. 

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى يريد لعباده الصلاح والهداية، وأن رمضان هو بمثابة مدرسة إيمانية تساعد المؤمن على التوبة النصوح، وإصلاح النفس، والاستمرار في الطاعة حتى بعد انتهاء الشهر الكريم.

مصراوي