كشفت مصادر مطلعة، عن ترتيبات جارية لتشكيل وفد مصري عربي إسلامي، من المقرر أن يزور واشنطن وعدداً من الدول في أقرب وقت ممكن، وذلك لبحث آليات تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار
اشارت "المصادر"، إلى أن القاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر دولي نهاية أبريل المقبل، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، بهدف بحث سبل تمويل عملية إعادة الإعمار، ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر عدد من المؤسسات الدولية ومؤسسات التمويل، حيث تسعى مصر إلى إنشاء صندوق ائتماني يستقطب الدعم المالي من الدول المانحة والمؤسسات الدولية، ليكون بمثابة ركيزة أساسية في جهود إعادة البناء.
ملامح الخطة المصرية لإعمار غزة
كما شددت "المصادر"، على أن خطة إعادة إعمار غزة وضعت من قبل مجموعة من الخبراء المصريين، وجاءت في أكثر من 100 صفحة، متوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، علاوة على تقرير ملحق يوضح المنهجية التي اعتمدت في إعداد الخطة، موضحة أن القاهرة قامت بتوزيع الوثيقة على القادة العرب خلال القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة، حيث لاقت إشادة واسعة وترحيباً كبيراً.
تنسيق مصري أميركي حول خطة الإعمار
وأوضحت "المصادر"، أن مصر أطلعت الإدارة الأميركية على ملامح الخطة، مؤكدة أن هناك تنسيقاً إيجابياً بين الجانبين، حيث أبدت واشنطن اهتماماً ببعض عناصر الخطة وطلبت الاطلاع على تفاصيلها بشكل كامل، كما أشارت إلى أن مصر منفتحة على أي مقترحات أميركية أو دولية قد تسهم في تحسين خطة إعادة الإعمار وتعزيز فاعليتها.
الهدنة شرط أساسي لانطلاق إعادة الإعمار
وفي السياق ذاته، شددت "المصادر"، على أن البدء الفعلي في تنفيذ خطة إعادة الإعمار مرهون بتحسن الأوضاع الميدانية، ولا سيما تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار، وفي هذا الإطار، تواصل مصر جهودها المكثفة لتحقيق التهدئة وضمان تنفيذ كافة مراحل الهدنة بما يضمن توفير بيئة مناسبة للشروع في عمليات إعادة البناء.
القمة العربية ودعم الجهود المصرية
والجدير بالإشارة أن القاهرة احتضنت القمة العربية الخاصة بفلسطين في 4 مارس الجاري، والتي اختُتمت ببيان ختامي شدد على اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية، باعتبارها خطة شاملة تحظى بإجماع عربي، كما أكدت القمة التزام الدول العربية بتقديم الدعم المالي والمادي والسياسي اللازم لتنفيذ الخطة، وبالإضافة إلى ذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على تقديم الدعم المطلوب بأسرع وقت ممكن.
ولم تقتصر مخرجات القمة على الجانب الإعماري فحسب، بل شددت أيضاً على ضرورة إطلاق مسار سياسي واضح يفتح آفاقاً لحل دائم وعادل، يحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة، والعيش بكرامة وسلام وأمان.