أفنان صالح قديح
باحثة في كلية الإعلام
نظّمت لجنة الدراسات العليا في كلية الإعلام ورشة عمل بعنوان “الإعلام الرقمي ودوره في الحرب على غزة”، بإشراف الأستاذ الدكتور ماجد تربان، رئيس لجنة الدراسات العليا، وبمشاركة الأستاذ الدكتور عبد الكريم الزياني، المتخصص في الإعلام الرقمي، والصحفي أحمد قديح، إلى جانب عدد من الباحثين والباحثات من كلية الإعلام.
في مستهل الورشة، رحّب الدكتور ماجد تربان بالحضور، مشيدًا بصمود الطلاب الفلسطينيين وإصرارهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية رغم الظروف القاسية التي فرضها العدوان. كما شدد على أهمية الإعلام الرقمي في نقل المعاناة الفلسطينية، لافتًا إلى أن الحرب لم تعد تقتصر على الميدان، بل تحولت إلى معركة إعلامية تتطلب الوعي والتفاعل الفعّال عبر المنصات الرقمية.
الإعلام الرقمي.. أداة توثيق ونقل للرواية الفلسطينية
بدوره، أعرب الدكتور عبد الكريم الزياني عن سعادته بالمشاركة في هذه الورشة، مشيدًا بعزيمة الطلاب الفلسطينيين على التعلّم رغم التحديات الأمنية والنفسية. وأكد أن الإعلام الرقمي لعب دورًا جوهريًا في تغطية الحرب على غزة، حيث بات المصدر الرئيسي لنقل الأحداث في ظل القيود المفروضة على الصحفيين والرقابة المشددة على وسائل الإعلام التقليدية.
واستعرض الزياني ست محطات أساسية في دور الإعلام الرقمي خلال الحرب، مشيرًا إلى تصاعد استخدامه كأداة لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية، ومواجهته للرواية الإسرائيلية المدعومة بالإعلام الغربي. كما تناول أهمية الحملات الإعلامية الرقمية، مثل #غزة_تحت_القصف و**#نحن_غزة** و**#الحرية_لفلسطين**، في نشر الحقائق وجذب الاهتمام العالمي.
وأكد الزياني على ضرورة التركيز على القصة الإنسانية، لما لها من تأثير قوي في حشد الدعم الدولي، موضحًا أن الصورة والفيديو أصبحا من أهم الأدوات في ترسيخ القضية الفلسطينية في أذهان الجماهير العالمية. كما شدد على ضرورة استغلال المنصات الرقمية لكشف الحقيقة، وتطوير استراتيجيات إعلامية جديدة بعيدًا عن القيود، مطالبًا بإنشاء منصات مستقلة تعكس الواقع الفلسطيني.
الإعلام الرقمي في مواجهة التضليل الإعلامي
من جهته، تناول الصحفي أحمد قديح تأثير الإعلام الرقمي في نقل الأحداث فور وقوعها، موضحًا أن سرعة انتشار المعلومات عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيليجرام ساهمت في إبقاء العالم على اطلاع دائم بمجريات الحرب.
كما تحدث قديح عن التضليل الإعلامي الذي يرافق الأحداث الكبرى، مشددًا على أهمية التحقق من المصادر والتأكد من مصداقية الأخبار قبل تداولها. وأوضح أن التعامل مع التضليل يتطلب وعيًا إعلاميًا، من خلال البحث في مصادر متعددة ونشر المعلومات الصحيحة لتصحيح المغالطات الإعلامية.
ختام الورشة: الإعلام الرقمي ضرورة في مواجهة العدوان
اختُتمت الورشة بالتأكيد على أهمية الإعلام الرقمي في توثيق جرائم الاحتلال ونقل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم. كما شدد المشاركون على ضرورة استمرارية استخدام الأدوات الرقمية في نشر الوعي، وتعزيز دور الإعلام الجديد في إيصال الحقيقة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية في وجه التضليل والعدوان.