"فلسطينيات" ومركز الإعلام في جامعة النجاح ينظمان لقاءً حواريًا حول واقع الإعلام في الضفة الغربية

أوصى مشاركون ومشاركات في لقاء حواري بأهمية تعزيز تدريبات السلامة المهنية، وتوفير الدعم النفسي والقانوني للصحفيين/ات، والعمل على توثيق الانتهاكات بحقهم أمام المحكمة الجنائية الدولية. كما شددوا على ضرورة مراجعة القوانين المحلية وتحديثها، وتفعيل وحدة قانونية متخصصة داخل نقابة الصحفيين، إلى جانب تطوير الشراكات مع الإعلام الدولي والمبادرات الرقمية.

وجاءت هذه التوصيات خلال لقاء حواري بعنوان "واقع الإعلام في الضفة الغربية: التحديات والفرص"، نظمته مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع مركز الإعلام في جامعة النجاح، وذلك ضمن أنشطة مشروع Engage وبدعم من الاتحاد الأوروبي، عبر منصة زووم، بمشاركة صحفيين/ات وخبراء/ات ومؤسسات إعلامية وحقوقية.

وأكدت الصحفية هيا قيسية، ميسّرة اللقاء من مركز إعلام النجاح، أهمية هذا اللقاء الذي يسهم في ربط الصحفيين/ات بالمؤسسات، ويسلط الضوء على واقعهم الميداني، ودورهم المحوري في توثيق الرواية الفلسطينية، رغم الانتهاكات التي تحول دون تمتعهم بالحريات، وتعرضهم للمساءلة والخطر.

من جانبها، شددت وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة فلسطينيات، على أهمية الاستماع لاحتياجات الصحفيين/ات في الضفة الغربية، مؤكدة استعداد المؤسسة لتقديم الدعم وتمكينهم كما فعلت مع صحفيي قطاع غزة. وأشارت إلى أن فلسطينيات قدّمت منذ بداية العدوان تدخلات متعددة، مثل توفير المواد التموينية، والخيام، ومحطات العمل، والمنامات للصحفيات، إضافة إلى دعم مالي مباشر، بهدف إبقاء الصحفيين/ات على قيد الحياة، في رسالة شكر وتقدير لصمودهم في مواجهة الإبادة.

كما أكدت عبد الرحمن أهمية الدعم النفسي، مشيرة إلى برامج الدعم المجانية والسرية التي تنفذها المؤسسة، والتي تستهدف الزملاء/ات ممن يحتاجون إلى التفريغ النفسي.

وقدّم الصحفي والباحث خلف خلف عرضًا تمهيديًا استعرض فيه واقع الصحافة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن النصف الأول من عام 2025 شهد تصعيدًا غير مسبوق في الانتهاكات، خاصة في جنين وطولكرم، حيث سُجّل أكثر من 343 انتهاكًا، شملت الاستهداف المباشر، والاعتقال، ومصادرة المعدات، والحرب النفسية، وسط غياب المحاسبة الدولية.

وأوضح خلف أن 49 صحفيًا لا يزالون رهن الاعتقال منذ بدء الحرب، بينهم 19 دون توجيه تهم، فضلًا عن تزايد التحريض الرقمي، والاعتداءات من قبل المستوطنين، وانتهاكات وثقتها جهات أممية باعتبارها خروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وسلّطت النقاشات الضوء على تكتيكات البقاء التي يعتمدها الصحفيون/ات في الميدان، مثل التنسيق الجماعي، واستخدام التكنولوجيا البديلة، والبث المباشر، في ظل ضغوط نفسية وغياب وحدات الدعم.

كما تناول اللقاء واقع الصحفيات الفلسطينيات، مركّزًا على الانتهاكات المبنية على النوع الاجتماعي، والتمييز داخل بعض المؤسسات، وغياب التشريعات التي تضمن حمايتهن. وأشار المتحدثون/ات إلى التحديات المتعددة التي تواجهها الصحفيات، من تهديدات وتحريض إلكتروني، وصعوبة الوصول إلى مصادر الحماية، إلى جانب محاولة التوفيق بين أدوارهن المهنية والاجتماعية في بيئة أمنية هشة.

وأكد المشاركون/ات في ختام اللقاء ضرورة توفير بيئة أكثر أمانًا ودعمًا للصحفيات، عبر مراجعة السياسات التحريرية للمؤسسات الإعلامية.

وتخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي قصير يوثق الانتهاكات بحق الصحفيين/ات، بالإضافة إلى شهادة ميدانية مؤثرة سلطت الضوء على المخاطر اليومية التي يواجهها الصحفيون/ات أثناء أداء مهامهم الميدانية.

pic 7.png


pic 2.png


pic 1.png


pic 12.png
 

البوابة 24