في إحدى ليالي رمضان الهادئة، حيث تتهيأ الأسر لتناول السحور وسط أجواء يملؤها الدفء والسكينة، لم يكن يخطر ببال أحد من سكان عزبة منطاوي، التابعة لمركز شرطة الخانكة، أن تتحول هذه الليلة إلى مأساة تقشعر لها الأبدان.
داخل منزل بسيط، جلست سوزان.ح.ع، أم تبلغ من العمر 29 عامًا، تنظر إلى أطفالها الثلاثة بينما تعصف برأسها أفكار قاتمة لا يعلم أحد مصدرها أو نهايتها، حيث كانت تعاني من اضطرابات نفسية، لكن لم يكن أحد ليتخيل أن تصل بها الحال إلى ارتكاب جريمة تفوق التصور.
اقرأ أيضًا:
- هتك عرض في نهار رمضان... القصة الكاملة لجريمة "طفلة الشرقية" التي هزت الشارع المصري
- لغز سقوط آية عادل من الطابق السابع في الأردن.. هل كانت الوفاة مجرد حادث أم جريمة قتل؟ (التفاصيل الكاملة)
أم تقتل أطفالها الثلاثة
وفجأة، ودون أي مقدمات، قامت بخنقهم واحدًا تلو الآخر، وكأنها تخوض سباقًا شيطانيًا لإنهاء حياتهم في لحظات معدودة.
بعدما تأكدت أن صغارها قد فارقوا الحياة، نهضت بكل هدوء، وكأن شيئًا لم يحدث، غسلت يديها، واتجهت لتحضير وجبة السحور لزوجها، وجلست معه تتناول الطعام في صمت مريب، فيما كانت تخفي وراء عينيها سرًا مرعبًا، لم يكن يدركه سوى الجدران التي شهدت هذه الجريمة البشعة، وكانت تتصرف وكأنها لم تقتل فلذات كبدها منذ ساعات قليلة.
ومع بزوغ الفجر، تسلل إليها شعور غريب، ربما كان ندمًا قاتلًا، أو إدراكًا متأخرًا لحجم الكارثة التي ارتكبتها، ولم تستطع تحمل العبء وحدها، فذهبت إلى زوجة شقيق زوجها، وألقت عليها الاعتراف الصادم بكلمات مقتضبة: "أنا خنقت العيال".
وقفت المرأة مذهولة، غير قادرة على استيعاب ما سمعت، قبل أن تنطلق مسرعة إلى والد الأطفال، الذي لم يصدق ما قيل له، فأسرع نحو المنزل، يحدوه الأمل بأن يكون الأمر مجرد سوء فهم أو كابوس مزعج.
لكنه عند وصوله، وجد الحقيقة المفجعة ماثلة أمامه، ثلاثة أجساد صغيرة مسجاة بلا حراك، بلا نفس، بلا حياة، حيث كانت شهد (12 عامًا)، ومحمود (7 سنوات)، وآية (5 سنوات)، قد غادروا الدنيا إلى الأبد، ضحايا لأم فقدت سيطرتها على نفسها.
انطلق صراخ الأب ليشق سكون الليل، سرعان ما انتشر الخبر بين الجيران، الذين تجمعوا في حالة من الذهول، غير مصدقين ما حدث داخل هذا المنزل الصغير.
القبض على الأم
لم يمر وقت طويل حتى تلقت الشرطة بلاغًا بالحادث، لتحضر على الفور قوة من المباحث بقيادة النقيب محمد معتز، والنقيب محمود الحديدي، والنقيب محمد عطا، حيث بدأت التحريات الأولية التي أكدت بشاعة الجريمة، وبلا أي محاولة للهرب أو حتى إنكار فعلتها، تم القبض على الأم القاتلة في الحال.
تم إخطار اللواء عبدالفتاح القصاص، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، بالواقعة، وسُجِّل محضر رسمي بالحادث، وأحيلت المتهمة إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما قررت تشريح جثث الأطفال الثلاثة قبل التصريح بدفنهم، ليظل هذا المشهد المأساوي محفورًا في أذهان كل من سمع به.