تمسك نتنياهو بمقترح ويتكوف يضع حماس في مأزق.. هل تقبل عرض الفرصة الأخيرة؟

رئيس-الوزراء-الإسرائيلي-بنيامين-نتنياهو.jpg
رئيس-الوزراء-الإسرائيلي-بنيامين-نتنياهو.jpg

في ظل المفاوضات المتعثرة حول تجديد وقف إطلاق النار في غزة، كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن تمسكه بمقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، الذي ينص على الإفراج عن 11 محتجزًا إسرائيليًا على قيد الحياة، بالإضافة إلى نصف عدد جثث القتلى الذين بحوزة حركة حماس.

مقترح ويتكوف

من جهته، وصف "ويتكوف"، عرض حماس بالإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية وإعادة جثث 4 آخرين بأنه "غير كاف ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض".

وأضاف "ويتكوف"، أن "فرصة حماس لمواصلة التهدئة لن تدوم طويلا"، لافتًا إلى أن الوقت ليس في صالح الحركة.

في الوقت نفسه، تتصاعد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات لليوم السادس عشر على التوالي، وحذر خبراء من أزمة جوع حادة تهدد سكان القطاع، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

كارثة إنسانية في غزة

ومن جانبها، أكدت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أن إسرائيل، كقوة احتلال، ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية للسكان، مضيفة أن الوضع الحالي في غزة يصل إلى مرحلة "عسكرة المجاعة"، محذرة من كارثة إنسانية قد تؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.

في تصريحات مفصلة، أوضح الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين، أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع مقترح حماس، الذي يتضمن الإفراج عن جندي إسرائيلي وأربعة من رفات المحتجزين الأميركيين، قائلًا: "هذا الموقف يعكس إجماعا إسرائيليا أميركيا على رفض أي تمييز بين المحتجزين الإسرائيليين وأصحاب الجنسيات الأخرى".

إسرائيل لا تقبل ابتزاز حماس

وأردف "كوهين"، أن "إسرائيل لا تقبل ابتزاز حماس، لاسيما محاولاتها خلق انقسام بين إسرائيل والإدارة الأميركية".

كما لفت "كوهين"، إلى أن إسرائيل تريد استمرار الزخم الدبلوماسي للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن، لكنها في نفس الوقت تحتفظ بالخيار العسكري كبديل في حال فشل المفاوضات.

وشدد "كوهين"، على أن "إسرائيل لن تتردد في العودة إلى العمليات العسكرية إذا شعرت أن حماس تحاول التملص من الالتزامات أو تأخير الإفراج عن الرهائن".

وفي سياق متصل، انتقد "كوهين"، معاملة حماس للمحتجزين، قائلا: "بعض الرهائن قتلوا بأيدي حماس، وهذا أمر غير مقبول ويضع المسؤولية الكاملة على الحركة".

الرهائن ورقة ضغط

وتابع "كوهين"، أن "حماس تستخدم الرهائن كورقة ضغط لضمان بقائها، لكن هذه الاستراتيجية لن تنجح على المدى الطويل".

من جهته، قدم رئيس مركز القدس للدراسات أحمد رفيق عوض تحليلا مفصلا لسياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، مشددًا على أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح لفرض السيطرة وإضعاف حماس، قائلًا: "منذ عام 2006، وإسرائيل تتحكم في المعابر وتستخدم المساعدات كأداة لضبط سلوك الفلسطينيين وتغيير اتجاهاتهم السياسية".

واستطرد "عوض"، أن "هذه السياسة تعمقت في السنوات الأخيرة، حيث تحولت المساعدات إلى سلاح حقيقي يستهدف إفقار الشعب الفلسطيني وإضعاف قدرته على المقاومة".

كما حذر "عوض"، من أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مراحل متقدمة من المجاعة، مع عدم توفر الماء النظيف والغذاء والدواء.

الوضع في غزة أشبه بالجحيم

ولفت "عوض"، إلى أن "إسرائيل تتحكم في كمية المساعدات التي تدخل القطاع، مما يجعل الحياة في غزة أشبه بالجحيم".

كما شدد "عوض"، أن "حماس طورت آليات للتكيف مع هذا الحصار، لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن الأكبر".

أشار "عوض"، إلى أن إسرائيل تتفاوض من موقع قوة، وتريد تنفيذ أي اتفاق وفق شروطها الخاصة، قائلًا: "إسرائيل تريد استعادة الرهائن بطريقتها، وتريد أن تحتفظ بحقها في العودة إلى العمليات العسكرية متى شاءت".

وأضاف "عوض"، أن "هذا النهج يجعل المفاوضات معقدة، لأن حماس لا ترى في هذه الشروط أي مخرج أو ضمانات لمستقبلها".

إغلاق المعابر ومنع المساعدات

وفي السياق ذاته، انتقد "عوض"، سياسة إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع المساعدات، قائلًا: "إسرائيل تريد إجبار حماس على الاستسلام، لكنها لا تدرك أن هذه السياسة قد تدفع الحركة إلى التطرف أكثر".

وأضاف أن "إغلاق كل المنافذ أمام حماس والشعب الفلسطيني يجعل الحياة والموت سيان، وهذا أمر خطير للغاية".

كما أوضح "عوض"، أن تقترح تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة تحت حماية عربية ودولية، مؤكدًا أنها "خطوة واقعية يمكن أن تؤدي إلى استقرار المنطقة".

ومع ذلك، لفت "عوض"، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما رؤية مختلفة، تتمثل في تحييد غزة تماما، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، قائلًا: "هذا النهج يتجاهل روح المنطقة وتاريخها، وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلها".

والجدير بالذكر أنه في ظل تعثر المفاوضات وتفاقم الأزمة الإنسانية، يبدو مستقبل غزة غامضًا، بينما تتمسك إسرائيل بشروطها الصارمة وتستعد للخيار العسكري، تواجه حماس ضغوطًا متزايدة لإنهاء الأزمة دون التنازل عن أوراق ضغطها، وفي الوقت نفسه، يدفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر، حيث تهدد المجاعة حياة مئات الآلاف، وفي هذا الإطار، تبقى المبادرة العربية أحد الحلول المطروحة، لكنها تحتاج إلى دعم دولي وإقليمي لتصبح واقعًا ملموسًا.

سكاي نيوز