في إطار الجهود المصرية الحثيثة لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، استضاف الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اجتماعًا موسعًا بمقر وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وبمشاركة أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلين عن السفارات والمنظمات الدولية.
خطة مصر لإعادة الإعمار
وخلال الاجتماع، تم تقديم عرض مرئي شامل حول خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تم إعدادها بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، وأوضح الوزير عبد العاطي أن الخطة ترتكز على عدة محاور رئيسية، من بينها ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أساسية لضمان استقرار الأوضاع، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بما يحقق الملكية الفلسطينية لهذا المسار.
اقرأ أيضًا:
- 3 مقترحات مطروحة على طاولة المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.. التفاصيل كاملة
- بعد تقليص عمل التكيات.. شبح المجاعة يهدد سكان غزة ومطالب عاجلة بالتدخل
كما أكد على أهمية التعامل مع غزة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مع تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة إلى القطاع لممارسة مسؤولياتها الكاملة.
وأشار الوزير إلى أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب إنشاء لجنة مستقلة غير تابعة لأي فصيل، تتولى إدارة شؤون غزة خلال فترة انتقالية، تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، لضمان سير العملية وفق إطار وطني شامل، كما كشف عن بدء مصر والأردن في تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية، في خطوة تهدف إلى تجهيزهم لتولي مسؤوليات أمنية داخل القطاع.
وشدد عبد العاطي على أن خطة إعادة الإعمار حظيت بتأييد إقليمي ودولي واسع، وأن القاهرة بصدد استضافة مؤتمر دولي لدعم جهود الإعمار وتأمين التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع المخططة.
كما أشار إلى وجود مقترح يتم بحثه في مجلس الأمن الدولي بشأن إمكانية تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، يشمل قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال تبني قرار أممي لنشر قوات حفظ سلام أو قوة حماية دولية، تعمل وفق تكليف واضح وبرنامج زمني محدد، يهدف في النهاية إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
جهود مصر
وفي السياق ذاته، قدم الدكتور خالد عبد الغفار عرضًا تفصيليًا حول جهود مصر في إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة، مستعرضًا حجم الاستجابة الطبية المصرية العاجلة التي قدمت منذ بداية الحرب.
وأوضح أن مصر استقبلت أكثر من 107 آلاف فلسطيني لتلقي الرعاية الصحية، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار، في ظل التدهور الكبير في البنية الصحية للقطاع، حيث خرج أكثر من 70% من المنشآت الصحية عن الخدمة، وأصبح القطاع يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية.
كما عرض الوزير المصري مقترحًا شاملاً لإعادة بناء وتعزيز النظام الصحي في غزة، يشمل تطوير المستشفيات والمراكز الطبية ورفع كفاءة الخدمات الصحية، لضمان تلبية الاحتياجات الطبية الأساسية للسكان، كما ناقش التكاليف المتوقعة للمشروعات الصحية المقترحة، والتي تهدف إلى توفير منظومة طبية مستدامة تدعم صمود القطاع في مواجهة التحديات الراهنة.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الدور المصري المحوري في دعم القضية الفلسطينية، حيث تواصل القاهرة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لضمان تحسين الأوضاع في قطاع غزة، وتعزيز مسار إعادة الإعمار بشكل يحقق الاستقرار والتنمية المستدامة للفلسطينيين.