موقف الإدارة الأمريكية من استئناف الحرب على غزة.. هل واشنطن شريكة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

علق البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، على استئناف الحرب على قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، مؤكدًا أن إسرائيل قامت بإبلاغ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرارها استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة.

البيت الأبيض يعلق على استئناف الحرب على غزة

وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في حديث أدلت به لشبكة "فوكس نيوز"، قائلة: "تم إعلام إدارة ترامب والبيت الأبيض بشكل رسمي من قبل الجانب الإسرائيلي بشأن الهجمات التي نفذت اليوم في غزة، وقد شدد الرئيس ترامب بوضوح على أن حركة حماس والحوثيين وإيران، وكل الأطراف التي تسعى لنشر الإرهاب، ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضًا ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ستتحمل عواقب أفعالها وستدفع الثمن نتيجة ذلك".

وفي هذا الإطار، أفاد الخبير السياسي الفلسطيني أحمد أبو الهيجاء، بإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف عبر استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، أبرزها الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، والضغط على حركة حماس لإجبارها على الرضوخ لمطالبه، لافتًا إلى أن التصعيد الأخير يتم بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية.

استبعاد حرب شاملة على غزة

وأضاف "أبو الهيجاء"، أن إسرائيل تستبعد خيار الدخول في حرب شاملة داخل قطاع غزة، مرجحاً لجوءها إلى تنفيذ هجمات مركزة ومحدودة، قائلًا: "نتنياهو يحاول ضرب عدة عصافير بحجر واحد، إذ يسعى من جهة إلى ضمان بقاء ائتلافه الحاكم، ومن جهة أخرى إلى استقطاب أعضاء اليمين المتطرف مجدداً، في إشارة إلى وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير".

ولفت "أبو الهيجاء"، إلى أن استقالة بن غفير في 18 يناير الماضي، جاءت على خلفية الموافقة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع غزة، موضحًا أن الوزير المستقيل أعرب مؤخراً عن استعداده للعودة إلى الحكومة حال استئناف العمليات العسكرية ضد القطاع.

كما نوه "أبو الهيجاء"، إلى تقارير سابقة بثتها القناة "12" العبرية، أكدت تقدم المباحثات بين نتنياهو وبن غفير لإعادة الأخير إلى الحكومة، مشددة على أن نتنياهو يخطط لإتمام ذلك خلال هذا الأسبوع.

نتنياهو يوازن بين الضغوط الداخلية والسياسية

وتابع "الخبير الفلسطيني"، قائلاً: "في ذات الوقت، نتنياهو سيكون حذراً في تعامله مع ملف الأسرى وعائلاتهم، حيث يحاول الموازنة بين الضغوط الداخلية والمكاسب السياسية التي يسعى لتحقيقها".

واستدرك "الخبير الفلسطيني": "حتى الآن لا يمكننا القول إننا أمام حرب مفتوحة، إنما ما نشهده هو خطوات تصعيدية متدرجة، تهدف أساساً إلى إرغام حماس على الاستجابة للشروط الإسرائيلية، وهو ما لن يحدث، لأن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ بسهولة، مما يجعل الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور والتصعيد العسكري".

ورجّح أبو الهيجاء أن تواصل إسرائيل ضرباتها الجوية وتنفيذ عمليات مركزة دون التورط في عملية عسكرية واسعة، موضحاً أن "الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً للذهاب إلى حرب شاملة، إذ يحتاج إلى فترات راحة وإعادة تأهيل لقواته".

وأضاف أن السيناريو الأكثر احتمالاً يتمثل في "تنفيذ توغلات محدودة في مناطق معينة داخل القطاع، يعقبها انسحابات سريعة"، معتبراً أن وجود شخصية مأزومة سياسياً مثل نتنياهو يفتح المجال لعدة سيناريوهات قد تكون أكثر تصعيداً.

ضوء أخضر أمريكي لعودة الحرب على غزة

وفي سياق متصل، شدد "الخبير السياسي"، على أن استئناف الحرب على قطاع غزة يجري بموافقة ودعم أمريكي، مبيناً أن "الإدارة الأمريكية متعجلة لإنهاء الملفات العالقة في المنطقة، وترى في غزة عقبة رئيسية تعرقل مشروعها الإقليمي الشامل".

وأوضح "الخبير السياسي"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى الحسم السريع للملف الفلسطيني، ولا يرغب في إطالة أمد التفاوض أو منح الفلسطينيين فرصة لالتقاط الأنفاس، مؤكدًا أن العمليات العسكرية المركزة ستتيح لنتنياهو الفرصة للتفرغ لبقية الملفات الإقليمية.

والجدير بالذكر أن إسرائيل هجماتها على قطاع غزة بشكل مفاجئ وعنيف، في ساعات الفجر من يوم الثلاثاء، حيث شنت غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق القطاع، مستهدفة المدنيين وقت السحور، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال فترة قصيرة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة، بينهم حالات خطيرة للغاية"، إلى المستشفيات، جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الفجر.

وكالة الأناضول