لغز استئناف الحرب على غزة.. هل تتحمل حماس مسؤولية انهيار الهدنة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل استئناف الحرب على قطاع غزة، وجهت جهات متعددة أصابع الاتهام إلى حركة حماس، معتبرةً أن مواقفها المتصلبة خلال المفاوضات ورفضها إطلاق سراح الرهائن كانا السبب المباشر في انهيار التهدئة والعودة إلى التصعيد العسكري.

أشار البيت الأبيض، إلى أن "حماس كانت تملك فرصة إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والمضي في الحرب بدلاً من ذلك".

واشنطن: حماس تتحمل مسؤولية التصعيد

من جهتها، شددت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، على أن "حماس وحدها تتحمل اللوم في استئناف القتال داخل غزة"، مؤكدة أن الحركة، المصنفة إرهابية وفق التصنيفات الأميركية، رفضت جميع المقترحات التي قُدّمت إليها في الفترة الأخيرة.

كما أدانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، ما وصفته بـ"تصرفات حماس غير المسؤولة"، معتبرة أن ممارسات الحركة أدت إلى استمرار معاناة سكان القطاع.

المبعوث الأميركي: رد حماس غير مقبول

وكان المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، قد أفاد، في وقت سابق، بأن المقترح الذي تقدمت به حماس لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار "لا يصلح أساسًا للتفاوض"، مضيفًا أن الرد الذي قدمته الحركة بشأن تمديد التهدئة "غير مقبول على الإطلاق".

إسرائيل تستأنف الحرب على غزة

وجاء ذلك بعد أن تعثرت جهود الوساطة، شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، معلنة نيتها تصعيد العمليات العسكرية، وأوضحت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان أنها أصدرت تعليمات مباشرة للجيش "باستهداف عناصر حماس في كافة أنحاء القطاع".

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش باتخاذ "إجراءات قوية" ضد الحركة ردًا على رفضها إطلاق سراح الرهائن ورفضها لمختلف مقترحات التهدئة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن عدد الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ فجر الثلاثاء تجاوز 413 قتيلًا.

اتهامات داخلية لحماس 

وفي هذا السياق، أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أسامة العلي، أن حركة حماس تتحمل "المسؤولية الكاملة" عن الوضع الراهن في غزة، مشيرًا إلى أن المآسي التي يعيشها السكان تعود لقرارات الحركة منذ توليها الحكم.، قائلًا: "منذ أن سيطرت حماس على غزة، شهدنا نتائج كارثية على أهل القطاع، وما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لممارسات الحركة."

كما أوضح "العلي"، أن ما يجري في غزة لا يمكن وصفه بحرب تقليدية، مضيفًا: "الحروب تخاض بين جيوش، أما هنا، فنحن نشهد قتلًا للمدنيين الأبرياء".

وأردف "العلي": "القضاء على فلول حماس أمر بالغ الصعوبة، حيث يختبئ المقاتلون بين المدنيين، ولكن، أين هو جيش حماس؟".

كما ناشد "العلي"، بوقف استهداف المدنيين فورًا، قائلًا: "قيادات حماس غادرت غزة، فلماذا يظل الأبرياء يدفعون الثمن؟".

وفيما يتعلق قضية الرهائن، أكد "العلي"، على عدم جدوى احتجازهم من قِبل الحركة، مؤكدًا أنه كان يجب إطلاق سراحهم لتفادي اتخاذهم ذريعة لمواصلة استهداف المدنيين، واقترح أن يتم تسليم الرهائن إلى دول مثل قطر أو مصر أو حتى السلطة الفلسطينية، لتتولى التفاوض بالنيابة عن الحركة، مضيفًا: "على حماس أن تثق بهذه الأطراف لتحقيق نتائج إيجابية."

واستطرد "العلي": "إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن التصعيد الإسرائيلي سيتواصل، وهو ما تسعى إليه إسرائيل لتحقيق هدفها في تدمير القطاع وتهجير سكانه."

فتح تطالب حماس بتسليم الحكم 

وبدوره، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها، الدكتور جمال نزال، أن تحميل حماس المسؤولية وحدها عن كل ما يحدث غير كافي، مؤكدًا على أن استمرار سيطرتها على قطاع غزة لم يعد مقبولًا.

ولفت "نزال"، إلى ضرورة انضمام حماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، في إطار المبادرة العربية للسلام، التي تمثل برأيه، بديلًا منطقيًا عن المشاريع الهادفة إلى التهجير أو استمرار الانقسام.

شدد "المتحدث"، على أن الوضع القائم في غزة لا يمكن أن يستمر، مضيفًا: "التمسك بالسلطة في غزة على حساب الدم الفلسطيني لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخراب."

وأوضح "المتحدث"، أن الحرب التي اندلعت خلال الأشهر الماضية لم تحقق أي مكاسب تذكر لحماس، معتبرًا أن الوقت قد حان لتغيير المسار والانخراط في عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق السلام وإنهاء معاناة سكان القطاع.

سكاي نيوز