تعتبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن العدوان المفاجئ على قطاع غزة ليس سوى عملية تدريجية تتخللها محطات توقف تتيح فرصة العودة إلى مسار المفاوضات، وتقوم هذه الاستراتيجية على عنصرين رئيسيين: المفاجأة والخداع، مع تحسين ملحوظ في القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، بحسب ما تؤكده مصادر عسكرية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل رفضت خلال الفترة الماضية مناقشة المرحلة (ب) من الاتفاق الذي تم توقيعه قبل شهرين، فقد أدركت، وفق التقديرات، أن حركة حماس غير متقبلة لفكرة تمديد المرحلة (أ)، ومن هنا جاء القرار الإسرائيلي بالشروع في العملية العسكرية الراهنة.
السيناريوهات المتوقعة بعد العدوان
التقديرات الحالية أمام صانع القرار الإسرائيلي ترسم ملامح سيناريوهين رئيسيين؛ وهما:
-
الأول، أن تقبل حركة حماس باتفاق شامل وسريع، وهو الخيار الذي ترجحه المؤسسة الأمنية في إسرائيل كحل مثالي.
-
أما السيناريو الثاني، الذي لا يستبعد، فهو رفض حماس الانصياع، ما يعني، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، العودة إلى خيار المناورة البرية.
لكن اللجوء إلى المناورة البرية يحمل في طياته تعقيدات شديدة، تبدأ بتجنيد واسع لجنود الاحتياط، مع ما يترتب على ذلك من إرهاق إضافي للقوات النظامية، لاسيما في ظل النقص الواضح في أعداد الجنود المتاحين.
خطة إسرائيل من الحرب على غزة
وتعتمد إسرائيل على أن العدوان الأخير، بما يتضمنه من ارتفاع حصيلة القتلى وطول فترة إغلاق المعابر الحدودية، علاوة على الدعم الأميركي العلني، سيشكل عامل ضغط على حركة حماس ويقربها من الرضوخ للخطط الأميركية والإسرائيلية المشتركة.
كما أشارت "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي يستفيد، إلى جانب العمل العسكري، من متغيرين رئيسيين طرأ في الأشهر الأخيرة: الأول هو التغيير في الإدارة الأميركية، حيث أبدى البيت الأبيض دعمًا واضحًا للتحركات الإسرائيلية، بدءًا من تعطيل المرحلة الثانية من الاتفاق وحتى تنفيذ الهجوم الأخير.
أما المتغير الثاني، فهو وقف تدفق المساعدات الإنسانية، وينقل التقرير عن مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي قوله: "لا يمكن تجاهل الجانب المدني والتصور بإمكانية هزيمة حماس عسكريًا فقط، يجب الوصول إلى وضع تفقد فيه حماس القدرة على التحكم بالمساعدات، وعندها يمكن محاولة التفاوض على تشكيل حكومة بديلة".