وجهت إسرائيل ضربات قاسية لحركة "حماس" من خلال غارات جوية استهدفت قيادات بارزة، من بينهم عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، لكن الحركة أثبتت قدرتها على الاستمرار رغم الخسائر.
وبعد اغتيال يحيى السنوار، تبنت "حماس" هيكلة قيادية جماعية، وركزت على تكتيكات حرب الشوارع، بينما لجأت إلى استخدام أفراد لنقل الرسائل بهدف تفادي التجسس الإلكتروني.
اقرأ أيضًا:
- الدعليس يكشف تفاصيل ونتائج زيارته لمصر
- الدعليس يصدر قراراً بشأن المعلمين المقبولين بوظائف وكالة الغوث
الدعليس: قائد في قلب المعركة
كان عصام الدعليس أحد أبرز الشخصيات التي قادت العمل الحكومي في غزة خلال الحرب، حيث تولى مسؤولية إدارة المؤسسات المدنية والخدمات الأساسية رغم الاستهداف المباشر، ولم يكن مجرد مسؤول إداري، بل كان يتحرك بسرية تامة، متنقلاً بين المواقع المختلفة للإشراف على سير العمل، مستخدماً أحيانًا السيارات وأحيانًا أخرى المشي على الأقدام لتجنب الاستهداف، كما اعتمد بشكل رئيسي على الرسائل الورقية للتواصل مع زملائه، تفاديًا للمراقبة الإلكترونية.
وعلى الرغم من الحصار والقصف المستمر، تمكن الدعليس من الحفاظ على استمرارية دفع رواتب الموظفين في مختلف أنحاء غزة، وهو إنجاز صعب في ظل الدبابات والطائرات الإسرائيلية التي تسيطر على مناطق عديدة، لم يكشف عن الآلية التي استخدمت لإيصال الرواتب، لكن قدرته على تنفيذ ذلك تعكس مدى تنظيم "حماس" في إدارة شؤونها حتى وسط الدمار.
استمرار القتال رغم الخسائر
وكان الهدف من اغتيال الدعليس ومجموعة من القيادات مثل وكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، هو إضعاف قدرة "حماس" على الحكم في غزة، ورغم ذلك، استمرت الحركة في القتال، حيث ردت بإطلاق صواريخ على تل أبيب وعسقلان بعد استئناف إسرائيل لهجماتها.
وفي معارك حرب الشوارع، تمكنت "حماس" من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، حيث قتل العشرات من الجنود خلال الاشتباكات المباشرة.
وتدعي إسرائيل أنها تمكنت من تقليص قدرات "حماس" العسكرية، لكن الحركة استمرت في تجنيد مقاتلين جدد، خاصة بين الشباب العاطلين عن العمل، كما نجحت في تصنيع متفجرات من الذخائر غير المنفجرة، لتعويض تراجع الإمدادات الخارجية.
قدرة حماس على الصمود
على الرغم من الضربات الإسرائيلية، ما زالت "حماس" تمسك بزمام الأمور داخل القطاع، وهو ما يؤكده المحللون الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، حيث لا تزال الحركة قادرة على إدارة غزة والتصدي للهجمات العسكرية، مما يشير إلى استمرار الصراع لفترة أطول، خصوصًا مع عدم وجود حل سياسي في الأفق.