أدانت السلطة الفلسطينية، بشدة مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مقترح يهدف إلى الاعتراف وتحويل 13 حياً استيطانياً في الضفة الغربية إلى مستوطنات قائمة بذاتها.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صادر عنها، أن القرار الإسرائيلي يعد خطوة خطيرة تصب في اتجاه ضم الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء يأتي ضمن مخطط أكبر لفرض سيادة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
إسرائيل توافق على تطوير 13 حياً استيطانياً
والجدير بالإشارة أن الحكومة الإسرائيلية قد أعطت الضوء الأخضر لتطوير 13 حياً استيطانياً منتشرين في أنحاء متعددة من الضفة الغربية، وتحويلها إلى مستوطنات مستقلة، بعضها امتداد لمستوطنات قائمة، وبعضها الآخر عبارة عن بؤر استيطانية منفصلة، ومع ذلك، أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن القرار لا يحمل طابعاً نهائياً حتى اللحظة وفقاً للقانون الإسرائيلي.
خطوة إسرائيلية استفزازية
كما أشارت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيانها، إلى أن هذه الخطوة تأتي متزامنة مع تصعيد واسع يشهده الضفة الغربية، من حيث الاستيطان العدواني وعمليات هدم المنازل، والترحيل القسري للتجمعات السكانية، لاسيما في شمال الضفة، مضيفة أن القرار الإسرائيلي يترافق أيضاً مع سياسة ممنهجة لمصادرة الأراضي الفلسطينية، وتوسيع رقعة الاستيطان الرعوي في عدة مناطق بالضفة الغربية.
سموتريتش يرحب بالقرار
من جهته، رحب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بهذا القرار، واصفاً إياه بأنه "مرحلة متقدمة ومهمة في مسار تنظيم الاستيطان والتطبيع"، مؤكدًا أن هذه الخطوة تقرب إسرائيل أكثر من فرض "السيادة الفعلية" على الضفة الغربية.
وقال "سموتريتش"، في تصريحات نشرها عبر حسابه على منصة تلغرام: "الاعتراف بكل حي ككيان مستقل هو تطور جوهري يسهم في تعزيزه"، كما ختم بيانه قائلاً: "بدلاً من التستر والاعتذار، نرفع الراية، ونبني ونستوطن".
مجلس مستوطنات الضفة يبارك الخطوة
ومن جهته، أشاد مجلس المجالس البلدية للمستوطنات في الضفة الغربية، المعروف باسم "يشع"، بالخطوة الإسرائيلية، واعتبرها تطبيعاً لسياسة التوسع الاستيطاني، موجهاً شكره للوزير سموتريتش على جهوده في هذا المسار.
حماس تندد بتصريحات سموتريتش
في المقابل، أدانت حركة حماس بشدة التصريحات التي أدلى بها سموتريتش، ووصفتها بأنها "عنصرية بائسة تهدف إلى فرض وقائع على الأرض وتكريس الاحتلال الاستيطاني لأرضنا الفلسطينية"، مشددة على أن تلك التصريحات تعكس بوضوح أن المشروع الاستيطاني هو مشروع احتلالي عنصري، يسعى إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وسرقة أراضيه، علاوة على طمس هويته ومقدساته، وفرض نظام فصل عنصري بحكم الأمر الواقع.
2023 سجل رقماً قياسياً في التوسع الاستيطاني
ويجدر الإشارة إلى أن عام 2023 شهد مستويات غير مسبوقة في عمليات الاستيطان بالضفة الغربية، حيث سُجّل أعلى عدد لتصاريح البناء الاستيطاني منذ ثلاثة عقود، بحسب تقارير صادرة عن الاتحاد الأوروبي.
ويذكر أن برزت دعوات متكررة من جانب عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، خلال الأشهر الماضية، من بينهم وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، لاستغلال العلاقة الوطيدة مع إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على أجزاء من الضفة الغربية أو على الضفة بأكملها خلال عام 2025.