حذرت كل من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وبرنامج الأغذية العالمي من التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، حيث يواجه السكان تهديدًا متزايدًا بالمجاعة نتيجة نقص المساعدات الإنسانية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
أكد فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث لم تصل أي مساعدات إلى القطاع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وهي أطول فترة انقطاع للإمدادات منذ اندلاع الحرب.
اقرأ أيضًا:
- كارثة إنسانية.. الأمم المتحدة تحذر من نفاذ الحياة في غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة وتطالب بهذا الأمر فورًا
وفي تصعيد خطير للأوضاع، أشار لازاريني إلى أن 8 من موظفي الأونروا قتلوا خلال الأسبوع الماضي نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع، كما كشف أن غزة شهدت أكثر الأيام دموية خلال الـ 18 شهرًا الماضية، حيث استشهد أكثر من 500 شخص، بينهم نساء وأطفال، خلال أيام قليلة فقط.
وحذر المسؤول الأممي من أن شبح الجوع يزداد سوءًا مع تصاعد خطر انتشار الأمراض، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وإغلاق المعابر، مما يفاقم معاناة المدنيين.
وقال لازاريني في بيانه: "الآباء غير قادرين على تأمين الطعام لأطفالهم، المرضى يعانون بسبب نقص الأدوية، والأسعار ترتفع بشكل جنوني، مما يزيد من المأساة الإنسانية".
وأشار إلى أن أكثر من 140 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح القسري بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مما زاد من تفاقم الأوضاع المعيشية الكارثية.
ودعا لازاريني إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وإعادة فتح المعابر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية، ووقف القصف فورًا واستئناف وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين من الكارثة المحققة.
انهيار الأمن الغذائي في غزة
في سياق متصل، أصدر برنامج الأغذية العالمي بيانًا تحذيريًا، أكد فيه أن آلاف الفلسطينيين يواجهون خطر الجوع الحاد وسوء التغذية، بسبب نقص الغذاء وإغلاق المعابر.
وأوضح البرنامج أن التوسع في العمليات العسكرية الإسرائيلية يعوق بشدة جهود الإغاثة، كما يعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر، مما يجعل إيصال المساعدات أمرًا شبه مستحيل.
وأشار البيان إلى أنه منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في 2 مارس، لم يتم إدخال أي شحنات غذائية جديدة إلى غزة، مما أدى إلى نفاد المخزون الغذائي بشكل خطير.
وأضاف البيان: "المخزون الغذائي المتبقي داخل القطاع لن يكفي لأكثر من أسبوعين، بينما هناك 85 ألف طن من المواد الغذائية مخزنة خارج غزة وجاهزة للإدخال فور فتح المعابر، زيحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 30 ألف طن من الغذاء شهريًا لتلبية احتياجات 1.1 مليون شخص داخل القطاع".
ارتفاع الأسعار بشكل جنوني
رصد برنامج الأغذية العالمي ارتفاعًا كارثيًا في أسعار السلع الأساسية داخل غزة، حيث:
- قفز سعر كيس دقيق القمح (25 كجم) إلى 50 دولارًا، بزيادة 400% عن الأسعار قبل 18 مارس.
- ارتفعت أسعار غاز الطهي بنسبة 300% مقارنة بفبراير الماضي.
تعقيد الأزمة بقرار قضائي إسرائيلي
وفي خطوة زادت من تعميق الأزمة، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسات تطالب بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
ويرى المراقبون الحقوقيون أن هذا القرار يوفر غطاءً قانونيًا لاستمرار سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل، في إطار ما يصفه بعض الحقوقيين بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وفي ختام بيانه، دعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، حماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، والسماح الفوري بدخول المساعدات لإنقاذ أرواح مئات الآلاف من السكان المحاصرين.
وأشار البرنامج إلى حاجته العاجلة إلى 265 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة، لتمويل عملياته الإغاثية التي تستهدف 1.5 مليون فلسطيني في غزة والضفة الغربية.