في ظل تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي لعملياته العسكرية، عادت الحرب في غزة للاشتعال، بينما تم خرق الهدنة مع لبنان عبر استهداف بيروت والجنوب، بالإضافة إلى توغلات إسرائيلية متزايدة في سوريا، ورغم كل ذلك، لا يزال ملف الرهائن هو القضية الأكثر تعقيدًا وإثارة للجدل.
اقرأ أيضًا:
- بيان غاضب من عائلات الرهائن بعد هذا القرار من الحكومة الإسرائيلية
- تطور مفاجئ في ملف مبعوث ترامب لشؤون الرهائن
بصره في خطر
تتصاعد انتقادات أهالي الإسرائيليين المحتجزين في غزة ضد حكومة نتنياهو، متهمين إياها بعدم بذل الجهود الكافية للإفراج عنهم، وفي أحدث تطورات هذا الملف، ناشد والدا الرهينة ألون أوهيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل عاجل لعقد لقاء معه، مؤكدين أن حياة ابنهما مهددة بالخطر وأنه على وشك فقدان بصره بسبب إصاباته الخطيرة.
وفي رسالة مفتوحة لنتنياهو نشرها الإعلام الإسرائيلي، أوضح الوالدان أن المعلومات التي حصلوا عليها من الرهائن الذين تم تحريرهم في وقت سابق تؤكد تدهور الحالة الصحية لابنهما.
وشددا على أن حركة حماس لم تلتزم بإطلاق سراح جميع الجرحى رغم الحالات الإنسانية الحرجة، محذرين من أن ألون يواجه خطرًا حقيقيًا على حياته.
بدورها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن نتنياهو أجرى مكالمة مع والدي الرهينة يوم الجمعة، وأكد لهما أنه على دراية بوضعه الصحي، لكنه لم يظهر أي تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب للإفراج عنه، كما لم يتضح ما إذا كان رئيس الوزراء وافق على عقد الاجتماع الذي طالب به الوالدان أم لا.
رهائن تم انتقاؤهم بعناية
تم الإفراج عن 33 رهينة خلال شهري يناير وفبراير 2025، لكن 25 منهم فقط كانوا أحياءً، حيث تم اختيارهم من قائمة قدمتها إسرائيل إلى حماس في المراحل الأولى من المفاوضات، وكان من بينهم نساء، كبار في السن، وأشخاص يعانون من إصابات مؤكدة.
وفي هذا السياق، طالبت عائلة أوهيل بأن يكون أي استئناف للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة مشروطًا بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في أنفاق حماس، مع ضمان تلقيهم رعاية طبية مناسبة تحت إشراف متخصصين لإنقاذ حياتهم.
ويأتي هذا بعد أن قررت إسرائيل وقف المساعدات إلى غزة، عقب رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار دون الإفراج عن مزيد من الرهائن.
خطر متزايد
ومع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، تصاعدت مخاوف عائلات الرهائن من أن يؤدي استمرار القتال إلى تعريض أحبائهم لمزيد من المخاطر.
وفقًا لعائلته، أصيب ألون أوهيل بشظايا في عينه وكتفه وذراعه مما جعله في وضع صحي حرج، وحاليًا، تحتجز حماس في غزة 59 رهينة، 58 منهم من بين 251 شخصًا اختطفتهم خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، ومن بينهم جثث 35 شخصًا أكدت إسرائيل مقتلهم.
عمليات الإفراج السابقة
وخلال الفترة بين يناير ومارس، أفرجت حماس عن 30 رهينة، بينهم 20 مدنيًا إسرائيليًا، 5 جنود، و5 مواطنين تايلانديين، بالإضافة إلى جثث 8 أسرى قتلوا خلال فترة الاحتجاز.
وفي وقت سابق، خلال عام 2023، تم تحرير 109 مدنيين، كما نجحت القوات الإسرائيلية في إنقاذ 8 رهائن أحياء، بينما تم العثور على جثث 41 آخرين.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية وعدم وجود أي تقدم في المفاوضات يظل مصير الرهائن المحتجزين مجهولًا، وسط تزايد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل يعيدهم إلى عائلاتهم بأسرع وقت ممكن.