مستوطنات إسرائيلية تعود للواجهة.. هل هي خطوة تمهيدية لاستهداف مصر؟

معبر كرم سالم
معبر كرم سالم

مع انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر أكتوبر 2023، بعد الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من الشهر ذاته، بدأت قوات الاحتلال بالسيطرة على محاور ومناطق استراتيجية بهدف تقسيم قطاع غزة وتعزيز الهيمنة العسكرية عليه.

إعلان نتنياهو

أثيرت حالة من الجدل في الجيش الإسرائيلي، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء الماضي، عن السيطرة على محور "موراغ" جدلاً واسعاً، إذ وصفه بـ"فيلادلفيا الثاني"، في إشارة إلى محور "فيلادلفيا" المعروف فلسطينياً ومصرياً باسم "محور صلاح الدين"، حيث فاجأ هذا الإعلان بعض القيادات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما أن السيطرة الكاملة لم تتحقق بعد، وإنما يتم التحكم في المحور عبر القصف والاستهداف المستمر.

محور "موراغ"

والجدير بالإشارة أن محور "موراغ" يقع في منطقة مصبح شمال شرقي رفح، حيث كانت تقوم مستوطنة "موراغ" التي تم إنشاؤها عام 1972 وتم إخلاؤها خلال عملية "فك الارتباط" عام 2005، ويسعى الاحتلال من خلال السيطرة على هذا المحور إلى فصل رفح عن خان يونس، علاوة على قطع أوصال القطاع بشكل أكبر.

خريطة التوسع الإسرائيلي

وبحسب ما جاء في "الخريطة" التي نشرتها إسرائيل بعد إعلان نتنياهو، فإن محور "موراغ" يمتد لمسافة 12 كيلومتراً، ويسيطر فعلياً على مساحة تقدر بـ 74 كيلومتراً مربعاً، ما يعادل 20% من مساحة قطاع غزة، مما يعزز السيطرة العسكرية ويفرض واقعاً جديداً على الأرض.

أهداف غير معلنة.. هل تعود المستوطنات؟

كما تؤكد "التقديرات الميدانية"، أن إسرائيل تخطط لإعادة الاستيطان في بعض المناطق شمال وجنوب القطاع، خصوصًا في مستوطنات "غوش قطيف" التي كانت جزءاً مهماً من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي قبل عام 2005، ويؤكد ذلك تظاهرات المستوطنين ودعواتهم العلنية لإعادة الاستيطان في غزة.

السيطرة على الحدود المصرية

بالإضافة إلى أن إسرائيل تسعى أيضاً إلى عزل الحدود المصرية عن القطاع، وإبقاء المعابر تحت سيطرتها الكاملة، لضمان التحكم في حركة الأفراد والبضائع، وتقليص أي دور مصري مستقبلي في غزة.

محور "نتساريم"

ويجدر الإشارة إلى عمليات التوغل الإسرائيلي لم تقتصر على المحاور الحدودية فقط، بل شملت أيضاً محور "نتساريم" الذي يفصل شمال غزة عن وسطها وجنوبها، وكان هذا المحور أحد الأهداف الرئيسية منذ بداية الحرب، وعادت إسرائيل للسيطرة عليه جزئياً بعد استئناف العمليات العسكرية في مارس 2024.

مستوطنة "دوغيت" شمال غزة

في شمال غزة، تستمر إسرائيل في مواصلة عملياتها العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية لبيت لاهيا، التي كانت تعتبر سلة غذائية لسكان القطاع، لكنها تعرضت لعمليات تجريف واسعة، كما تهدف إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة هناك لمنع اقتراب الفلسطينيين، وسط تزايد المؤشرات على مخططات استيطانية جديدة.

الأهداف الإسرائيلية

وعلى الرغم من أن التصريحات الإسرائيلية العلنية بشأن الأهداف الأمنية، إلا أن هناك خططاً غير معلنة للسيطرة على أراضٍ فلسطينية وضمّها لإسرائيل، وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن وزراء الحكومة سألوا نتنياهو عن الهدف النهائي من الحرب، فكانت إجابته غير واضحة، لكنه لمح إلى إمكانية فرض حكم عسكري إسرائيلي في غزة.

وشددت "الصحيفة العبرية"، على أن هناك توجهاً إسرائيلياً للسيطرة على توزيع المساعدات داخل غزة، عبر شركات أمنية أو قوى محلية موالية، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ومنع تدفق المساعدات بحرية.

الشرق الأوسط