نتنياهو يتحدى "الدولة العميقة".. من يحكم إسرائيل فعلاً؟

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.jpg
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.jpg

ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، خطابًا في الجامعة المجرية بالعاصمة بودابست، وذلك بعد حصوله على دكتوراه فخرية، واستغل كلمته لمهاجمة ما وصفه بـ"حكم الموظفين"، الذين اعتبرهم "الدولة العميقة" في إسرائيل، موجّهًا إليهم انتقادات لاذعة بسبب محاكمتهم له ومعارضتهم لسياساته عبر التظاهرات والاحتجاجات.

تصريحات نتنياهو

وقد بررت الجامعة المجرية منحها الشهادة الفخرية لنتنياهو، مؤكدة أنها منحتها له بسبب "دوره في تعزيز قوة إسرائيل وإسهامه الكبير في التاريخ"، مشيرة إلى أنه "تمكن من المناورة في بيئات جيوسياسية معقدة، وأظهر صلابة في مواجهة التحديات، وساهم في تقوية العلاقات بين البلدين".

وفي هذا الإطار، تحدث "نتنياهو" عن مفهوم القيادة، لافتًا إلى أن والده علمه أن "الزعيم يحتاج إلى التعليم، وإلا سيصبح تحت رحمة موظفيه"، مضيفًا أن هؤلاء الموظفين يعرفون بـ"الدولة العميقة"، في إشارة إلى نفوذ المؤسسات غير المنتخبة داخل إسرائيل.

 إسرائيل لن تكون بلا حماية بعد اليوم

أوضح "نتنياهو" رؤيته السياسية والأمنية، مستذكرًا زيارته إلى نصب الأحذية التذكاري على ضفاف نهر الدانوب، الذي يخلّد ذكرى ضحايا النازية، وأكد أن اليهود كانوا "غبارًا في مهب الريح"، غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، وعندما طلبوا المساعدة، لم يستجب أحد.

واعتبر "نتنياهو"، أن "العبرة الأساسية هي أن العالم اليهودي لن يكون فاقدًا للحماية بعد اليوم"، مستشهدًا برؤية ثيودور هرتسل الذي اعتقد أن بقاء اليهود مشروط بوجود دولة لهم، وأضاف قائلًا: "الثمن الذي دفعناه نتيجة عدم امتلاكنا لدولة كان فقدان ثلث الشعب اليهودي".

 وشدد "نتنياهو"، على أن امتلاك دولة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها هو الضامن الحقيقي لعدم تكرار تلك المأساة.

الاقتصاد والقوة العسكرية

أكد "نتنياهو"، أن الأولوية الأساسية عندما تكون مهددًا بالقتل هي امتلاك قوة عسكرية رادعة، قائلًا: "ما كنا لنصمد بدون طائرات F-35 وسلاح متطور".

وفي السياق ذاته، لفت "نتنياهو"، إلى أن تكلفة الدفاع عن إسرائيل ارتفعت بشكل ملحوظ، في وقت كان فيه الاقتصاد غير قادر على تحمل الأعباء، مما اضطره إلى قيادة تحول اقتصادي جذري من النظام الاشتراكي إلى الاقتصاد الحر.

كما أردف "نتنياهو"، أن هذا التحول انعكس على البنية التحتية، حيث أصبحت تل أبيب اليوم "غابة ناطحات سحاب"، وهو ما وصفه بأنه دليل على التغيير الذي مرت به إسرائيل، مشددًا على أن هذا المزيج من "جيش قوي واقتصاد قوي" ساهم في تحقيق السلام مع بعض الدول المجاورة.

شراكة دولية

وأشار "نتنياهو" إلى الشراكات الدولية، مشيدًا بدعم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لإسرائيل، واصفًا إياه بأنه "صخرة تدافع عن إسرائيل ضد محاولات نزع شرعيتها". كما أشار إلى قوة العلاقة بين إسرائيل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن هذه التحالفات تعزز موقف إسرائيل على الساحة الدولية.

في ختام خطابه، استشهد "نتنياهو"،  بالقانون الروماني الذي يؤكد أن "الشجاعة هي أهم الصفات التي يحتاجها الإنسان"، معتبرًا أن هذه السمة تتجسد في جنود الجيش الإسرائيلي الذين "يحاربون من أجل هزيمة الأعداء وإعادة المخطوفين من وحوش حماس".

روسيا اليوم