تواصل إسرائيل تكثيف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث استهدفت القوات البرية مناطق جنوبي وشرقي القطاع، ما يؤكد اتباعها استراتيجية عسكرية جديدة تهدف إلى تحقيق أهداف محددة قبل الوصول إلى أي تسوية سياسية بشأن الحرب.
توسيع العمليات الإسرائيلية البرية
كشف الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، عن توسيع عملياته البرية لتشمل حي الشجاعية في غزة، مدعيًا تدمير بنية حماس والفصائل المسلحة، بالتزامن مع تطويق القوات الإسرائيلية لمدينة رفح بالكامل، وإقامة محورًا جديدًا لفصل المدينة عن باقي مدن القطاع.
حزام أمني حول غزة
وفي هذا الإطار، أشارت المختصة في الشؤون الإقليمية، رهام عودة، إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة تدريجية لتشكيل حزام أمني حول حدود قطاع غزة، يمتد شمالًا وجنوبًا وشرقيًا، هذه الخطوة تعتبر جزءًا من استراتيجية الضغط على حماس لتسليم الرهائن مقابل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية.
الضغط على حماس
إذا استمرت حماس في رفض تسليم الرهائن، لفتت "عودة"، إلى احتمال تنفيذ "الاحتلال اللامركزي" لقطاع غزة، بحيث يتم تقسيمه إلى محاور عسكرية، هذا التكتيك يسهل السيطرة الإسرائيلية على القطاع ويسمح لها بالتحكم في توزيع المساعدات الإنسانية.
في إطار العمليات العسكرية المستمرة، أوضحت الخبيرة في الشؤون الإقليمية أن عملية توزيع المساعدات الإنسانية على سكان غزة لن تتم مباشرة عبر الجيش الإسرائيلي. بل سيتم توزيعها من خلال مؤسسات إنسانية وبعض الجهات الفلسطينية المحلية، ولكن تحت إشراف جوي مباشر من قبل إسرائيل.
إسرائيل تفرض واقعًا عسكريًا جديدًا للتفاوض
ومن جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن إسرائيل تسعى إلى فرض قواعد جديدة في غزة بهدف التفاوض مع حركة حماس على الأصعدة السياسية، الأمنية، والعسكرية، مشددًا على أن التوغلات البرية التي تشنها إسرائيل ستزيد من صعوبة مهمة حماس في التفاوض.
كما أكد "أبو زايدة"، أنه في حال انطلقت مفاوضات جديدة مع حماس، فإن الحركة ستكون مجبرة على العودة إلى الخطوط التي كانت عليها إسرائيل خلال المرحلة الأولى من التهدئة، مضيفًا أن حماس سيتعين عليها تقديم تنازلات جوهرية لقبول ما تطرحه إسرائيل، وهو ما قد يدفع الحركة إلى الموافقة على شروط رفضتها سابقًا.
رفح ومحور فيلادلفيا في التفاوض
وأوضح "أبو زايدة"، أن إسرائيل ستواصل الضغط لتكون رفح ومحور فيلادلفيا خارج حسابات التهدئة المقبلة، مؤكدًا أن إسرائيل لا تسعى لعزل رفح بشكل كامل، لكنها تتجه نحو التقدم إلى عمق المدينة بعيدًا عن الحدود مع مصر.
وأردف "أبو زايدة"، أن إسرائيل تواصل الضغط على حركة حماس وسكان غزة ليظل أمامهم خيار واحد: الاستسلام وإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات مقابل اتفاق إنساني، لافتًا إلى أن إصرار حماس على مطالبها قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر للسكان في غزة.