اتفاق جديد يتشكل.. هل اقتربت لحظة الحسم؟

قصف غزة
قصف غزة

في تحرك دبلوماسي لافت وفي توقيت بالغ الحساسية، كشفت الرئاسة المصرية، اليوم الأحد، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتوجه إلى الدوحة للقاء أمير قطر، حيث من المقرر أن تطرح على الطاولة ملفات معقدة تتعلق بجهود وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

تبادل مسودات الاتفاق

وأفادت "قناة كان" العبرية، بأن تل أبيب والقاهرة تبادلتا مسودات الاتفاق، في وقتٍ يستعد فيه السيسي للانطلاق في جولة خليجية تشمل قطر والكويت، بعد نحو أربع وعشرين ساعة من مباحثات مصرية داخلية بشأن تثبيت التهدئة، وساعات قليلة من تصعيد جديد تمثل في قصف دموي على مستشفى المعمداني بمدينة غزة.

في الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن لواء 188 يواصل تنفيذ عمليات برية مكثفة في مدينة رفح وأطراف جنوب قطاع غزة، ما يُعد تصعيدًا ميدانيًا في ظل أحاديث مكثفة عن قرب الوصول إلى اتفاق.

وفي المقابل، أكدت مصادر متطابقة أن حركة حماس أرسلت رئيس مكتبها السياسي خليل الحية إلى القاهرة تلبية لدعوة رسمية من السلطات المصرية، حيث عقد الوفد الفلسطيني لقاءات مباشرة مع الوسطاء المصريين والقطريين في محاولة جديدة لإحياء مسار التفاهمات السياسية وسط نيران الحرب.

مقترح وقف إطلاق نار دائم

كما شددت حركة حماس، في بيان رسمي، على أنها تدرس أي مقترح يحقق وقف إطلاق نار دائم، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من غزة، وينهي معاناة الفلسطينيين، ويفتح الباب أمام صفقة تبادل أسرى جدية تضمن استعادة الحقوق وإغلاق ملف المعاناة المتصاعدة.

وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى اليوم بلغ نحو 50933 شهيدًا، فيما تخطى عدد الجرحى حاجز 116045 إصابة، في مشهد إنساني كارثي تتزايد مأساته يومًا بعد يوم تحت وابل من القصف والدمار.

من جانبها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تفاصيل المقترح المصري الذي يتضمن إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء وثمانية من جثامين الأسرى مقابل هدنة تستمر بين أربعين إلى سبعين يومًا، على أن تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال.

اتفاق جديد يتشكل

وفي إشارة إلى تطور محتمل على مستوى الوساطة الدولية، أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن "اتفاقًا جديًا للغاية يتشكل"، مشيرًا إلى أن التفاصيل قد تحسم خلال أيام معدودة إذا لم تظهر عراقيل مفاجئة.

ومن جانبه، قال طاهر النونو، القيادي البارز في حماس، إن جوهر الخلاف ليس في عدد الرهائن بل في غياب النية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن حماس على استعداد لإطلاق سراح جميع الرهائن فورًا مقابل انسحاب كامل ووقف شامل للعدوان، ولكن الطرف الإسرائيلي لا يزال يرفض هذه المعادلة العادلة من وجهة نظر المقاومة.

مماطلة إسرائيلية

كما أكد "النونو"، على أن المماطلة الإسرائيلية تهدف إلى كسب الوقت، متسائلًا عن جدوى الانتظار لأكثر من خمسين يومًا بينما الحل متاح وفوري إذا توفرت الإرادة الحقيقية، موضحًا أن الاحتلال يرفض مبدأ وقف دائم لإطلاق النار لأنه يسعى لإطالة أمد العمليات العسكرية وتجنب الاستحقاقات السياسية والإنسانية.

والجدير بالذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت قصفًا استهدف مبنى في مستشفى المعمداني بمدينة غزة فجر اليوم، مما أدى إلى توقف المستشفى عن العمل وخروجه عن الخدمة بالكامل.

قناة كان العبرية