" سبعة وثلاثون عاما على رحيل امير الشهداء " خليل الوزير"

" سبعة وثلاثون عاما على رحيل امير الشهداء " خليل الوزير " ابو جهاد" 
بقلم : فراس الطيراوي  عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام/ شيكاغو
سيظل هذا التاريخ ذكرى أليمة تذكر برحيل القائد الوطني الكبير خليل الوزير»ابوجهاد» أحد موسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني <فتح> ونائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينة ومهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى المجيدة وعقلها المدبر، و أحد قمم وطنيتنا التي شمخت بحملِ أمانة شعبه بتفان حتى النفس الأخير، مسيرةٌ حفلت  بالبذل والعطاء، إنه رمزٌ سبق الضوء أثراً، وإختصر المكان والزمان حضوراً، ونحت التحدي والكبرياء الفلسطيني على جدار تاريخنا المشرق.
تأتي ذكرى العظماء لتجدد فينا العزم على مواصلة النهج والمسيرة، ولتبعث فينا الأمل من جديد نحو النصر والتحرير، ولتذكرنا بالعناوين التي رسمت بالدم الطاهر  طريق العزة والإباء.
نستذكر اليوم  القائد الفذّ الهمام، صاحب العبقرية الوطنية "أبو جهاد" الاسم الذي يتردد صداه بين قمم فلسطين جبلاً من جبالها.  صاغرةٌ هي الكلمات، بل تنزوي أمام  هذا الاسم المنفرد، لعجزها عن وصفه ينبوعاً نضالياً لا ينضب في الذاكرة الفلسطينية، والذي امتد عقوداً من البذل والعطاء، كان فيها منارةً للتعاون والبذل والعطاء، وقد تتبختر الكلمات  لِتُسهم في سرد البسيط من مسيرته النضالية الغنية بالكفاح.
إن الحديث عن القائد الشهيد "أبو جهاد"  هو  الحديث المقترن  بتاريخ أمة ومسار ثورة، حديث عن تحديات وشموخ وإرادة شعب الجبارين. 
نعم لقد عُرف الرجل المقدام،  تقدم الرجال في أشد المواقف، و راية تخفق  بين الرايات، عرف عنه أنه كان  أخاً نصوحاً لإخوانه المناضلين قاعدةً وقيادة، وضع وطنه في حدقات عيونه، وفداه بروحه وجسده، كان صادقاً مع نفسه ومع الأخرين، كان قائداً و مناضلاً وفياً صامداً صبوراً محافظاً على طبيعته لا يتغير، ثابتاً على المبدأ  لم يتبدل ولم تؤثر فيه تقلبات الأوضاع. هادئاً متزناً متحفزاً للعطاء، رجل المسؤولية يقدر المواقف حق قدرها، رجل الوحدة الوطنية ، كان يجسد وحدة ضرورية بين السياسة والأخلاق وبين الأخلاق والعمل التنظيمي، وقيل أنه كان يعيش تفاصيل الحال الفلسطيني ويناضل فيه بلا انقسام ولا انفصام، ولم ينظر إلى خصمه السياسي بمنظار الكراهية أوالانتقام أو تقليل الشأن، بل بمنظار الحوار مع الآخر لقناعته بأن الجميع يحمل هم فلسطين.

رجل اتفاق ووفاق وطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وحدوياً يسعى جاهداً لإصلاح ما أفسده الدهر والآخرون بين المناضلين والثوار، و رمزاً للتسامح والمصالحة ومدرسة للوطنية الخالصة. أحب شعبه وبلاده أكثر من نفسه وجعل ذاته مدرسة في النضال والأخوة والمحبة والتسامح والإيثار والود والألفة، فأحبه أبناء شعبه بمكوناتهم السياسية والاجتماعية والتفوا حوله، إنه نموذج فريد من نوعه وظاهرة وطنية منفردة.
كان الشهيد قائدا وطنيا تاريخياً، آمن بالديمقراطية والتجديد والعدل والمساواة والتعددية الحزبية الثورية، ومارس فعلياً ذلك على أرض الواقع فبقيت مبادئه وقناعاته حية في وجدان إخوانه ورفاقه المناضلين. سبعة و ثلاثون عاماً مضت على رحيلك عنّا يا أعزّ الرجال، رحلت بجسدك ولكنك بقيت في قلوبنا حياً. بكاك الرجل والكهل، والمرأة والطفل، والشيخ والقسيس والشعب الأبي، عشت حراً كريماً شامخاً، ومت شهماً شجاعاً قوياً. لا نهوى البكاء ولكن الدمع يتمرد على مقلنا فيغادرها ليعلن ولادة فقدنا المتجدد، فينا أنت  "أبو جهاد"  دائم الحضور، تحتل كل المسافات في العقل والقلب والوعي والوجدان في مخزون الذاكرة ونظرات المستقبل. التحية كل التحية لشهداء الثورة الفلسطينية؛ أبو عمار ، وأبو جهاد، وأبو اياد، وجورج حبش، والشقاقي، والياسين والقائمة تطول من القادة والرجال الذين قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل حرية الوطن، فاستحقوا أن تنحني لهم الهامات، لأنهم كانوا بلسماً يشفي جراح الفلسطينيين، وها هي الأجيال تسير على دربهم حتى تحقيق الحلم المنشود في كنس الاحتلال الصهيوني الغاشم وتحرير الأرض والإنسان ورفع علمنا الفلسطيني خفاقاً فوق مساجد القدس وكنائسها ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) .وقبل رحليه الى علياء المجد خطت يداه دستور الإنتفاضة المجيدة. 
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كل شعبنا العظيم في فلسطيننا المحتلة إلى كل أهلنا وجماهيرنا الثائرة في الوطن المحتل ، إلى كل إخوتنا في القيادة الوطنية الموحدة وفي التنظيم وفي حركة الشبيبة وفي القوات الضاربة، واللجان الشعبية وفي اللجان الوطنية وفي كل ما أبدعتموه من أطر ولجان وهيئات وهياكل تقودون بها الانتفاضة المتجددة والمتوهجة في الوطن المحتل – المحرر بسواعدنا العملاقة وإرادتنا الفلسطينية، بوعينا السياسي الثاقب وبقدرتنا الهائلة على تلمس النبض الثوري لجماهيرنا، وبإصرارنا على تصدر المسيرة الهادرة لشعبنا بمزيد من الجرأة والبسالة وبجسارة البذل والعطاء, وبسخاء التضحية والفداء وبالاندفاع الجسور في المواجهة، وبحماية الشعب حتى الاستشهاد، وتوسم شرف الشهادة.
يا كل شعبنا، يا أهلنا، يا إخوتنا يا أشبالنا وزهراتنا وكل أبنائنا، ها نحن نطلقها معاً صرخة مدوية واحدة وموحدة: لا للتهدئة، لا تتهادن أو التهاون، لا للمذلة ولا للتعايش مع الاحتلال. المجد كل المجد للانتفاضة، ولنستمر في الهجوم .
لنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا.
لنستمر في الهجوم فقد وضعت الانتفاضة عدونا في المواجهة الأخيرة مع أزمته فإما التنازل وإما التشدد، وفي الخيارين معاً فناؤه ومقتله . فإذا تراجع نشد عليه وإذا تشدد نقاتله ونقاومه ونستمر في الهجوم حتى نحرق الأرض من تحت أقدامه حتى يتنازل ويخضع... ويرحل
*لنستمر في الهجوم حتى نعري عدونا، ونسقط الورقة الأخيرة التي تستر عورته فيغد عاراً على أصدقائها، وعبئا ثقيلا على حلفائه.
*لنستمر في الهجوم فالعالم كله يعرف الآن أن قطعان المستوطنين اليهود الصهاينة تجفل من الهجرة من حظائرها البعيدة إلى أرضنا المشتعلة بالانتفاضة الملتهبة بالثورة.

البوابة 24