تصريحات صادمة من مسؤولين كبار بالجيش الإسرائيلي حول مصير الحرب في غزة (تفاصيل)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وجه كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، انتقادات لاذعة لطريقة إدارة القيادة للحرب على غزة، في وقتٍ يتم فيه الحديث عن إقصاء العسكريين الذين وقعوا عرائض تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع حتى ولو كان ذلك على حساب وقف العمليات الحربية.

موقف الجيش والعواقب المحتملة

وبحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن هناك انقسامات بين كبار الشخصيات في المؤسسة العسكرية بشأن التعامل مع جنود الاحتياط، إلا أن الجميع يتفقون على وجود خطأ ما في التعامل مع الوضع، مشددين على أن الحرب لا تسير في الاتجاه الصحيح.

ويشار إلى أنه خلال 6 أيام فقط، وقع أكثر من 110 آلاف إسرائيلي 37 عريضة تطالب بإعادة الأسرى من قطاع غزة، حتى وإن تطلب الأمر وقف الحرب تمامًا، وقد أثار ذلك جدلًا واسعًا داخل المؤسسة العسكرية، خاصة بعد تصريحات رئيس الأركان إيال زامير التي قلل فيها من تأثير الحرب على أمن الأسرى.

التخوفات من تزايد التصعيد العسكري

كما انتقدت "المصادر العسكرية"، تصريحات زامير بشأن استئناف الحرب وتوسيع نطاق العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن ذلك يعرض حياة الأسرى للخطر، في وقت لم تجرِ فيه أي دراسة واضحة للأهداف العسكرية المتوقعة.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فأن هناك 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 أسيراً على قيد الحياة، وفي المقابل، يقبع أكثر من 9500 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، حيث يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

الخطط العسكرية لاستئناف الحرب على غزة

وفي 17 مارس الماضي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف زامير، قد أقر خططاً عسكرية لاستئناف الحرب على قطاع غزة. وقد تم الإعلان عن هذه الخطط أثناء زيارة زامير لقيادة المنطقة الجنوبية. 

كما شملت الخطط الجديدة تكثيف الضربات الجوية وتوسيع نطاق التحركات البرية، علاوة على أن إعادة إخلاء شمال القطاع من الفلسطينيين، والاستعداد لاستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وفقاً لأوامر الطوارئ.

ولفتت "الصحيفة العبرية"، إلى أن إخراج الموقعين على عرائض الاحتجاج من الخدمة الاحتياطية قد يضر بشكل كبير بالقدرة العملياتية للجيش الإسرائيلي، إذ قد يؤدي ذلك إلى تصعيد الأوضاع وزيادة الضغط داخل الجيش، ما قد يعرض العمليات العسكرية لمخاطر أكبر، مؤكدة أن هذا الأمر قد يضع زامير في وضع صعب للغاية.

الانتقادات لعدم وضوح أهداف الحرب

كما أشارت "الصحيفة العبرية"، إلى أن الحرب على غزة لا تشمل أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق، مما يعرض الرهائن لخطر شديد، فضلًا عن أن هذه الحرب لا تؤدي إلا إلى إدامة أسباب استمرار الحرب منذ عام ونصف، بحسب ما ذكره مسؤولين كبار في الجيش وأجهزة الاستخبارات.

الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي

وفي 10 أبريل 2025، قام نحو ألف عسكري من الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي على عرائض احتجاجية ضد الحرب، وجاء هذا التحرك في وقت كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول وصف هذه الخطوة بأنها "رفض للخدمة العسكرية"، إلا أن الموقعين على العرائض نفوا هذا الاتهام، مشددين على أنهم يرفضون فقط الأهداف غير الواضحة للحرب.

تهديدات بفصل الموقعين على العرائض

ومن جانبه، توعد نتنياهو ووزراء حكومته، بفصل جنود الاحتياط الذين وقعوا على عرائض الاحتجاج، معتبرين أن هذا التحرك "يقوي الأعداء في زمن الحرب" واصفين إياه بـ "التمرد" و "العصيان".

والجدير بالذكر أنه منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، بدعم أمريكي، وقد أسفرت هذه الجرائم عن استشهاد وإصابة أكثر من 167 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، علاوة على أكثر من 11 ألف مفقود.

يديعوت أحرونوت